سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة الأئمة علیهم السلام - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فأخذ يناصر أشياعه وصرح بأقوال لم يكونوا يستطيعون التصريح بها خوفاً من غضب الفقهاء في جملتها القول بخلق القرآن أي انّه غير منزل، وكان المسلمون في أيّام الرشيد يخافون المأمون في ذلك، لأنّه ظهر فيه قبل تولّيه الخلافة، وكان الفضيل بن عياض يتمنّى طول عمر الرشيد لما تبيّن له من أمر المأمون من هذا القبيل.


فلمّا تظاهر المأمون بالاعتزال وقال بخلق القرآن، قامت قيامة الفقهاء، وعظم ذلك على غير المعتزلة، وهم أكثر عدداً، ولم يعد في وسعه الرجوع عن قوله، فعمل على تأييده بالبرهان، وجعل يعقد المجالس للمناظرة في هذا الموضوع، وتأييداً لصحة الجدل أمر بنقل كتب الفلسفة والمنطق من اليونانية إلى العربية واطّلع هو عليها، فقويت حجته وازداد تمسّكاً بالاعتزال، ولمّا يئس من إقناع الناس بالبرهان والقياس عمد إلى العنف باشر ذلك في العام الأخير من حكمه وهو خارج بغداد، فكتب إلى عامله فيها إسحاق بن إبراهيم أن يمتحن القضاة والشهود وجميع أهل العلم بالقرآن فمن أقرّ أنّه مخلوق محدث خلا سبيله ومن أبى فليعلمه به.


فالراجح عندنا انّ المأمون لسعة علمه وحرية فكره ورغبته في القياس العقلي لم يكن يرى بأساً في نقل علوم اليونان إلى العربية، وانّه بدأ بنقل كتب الفلسفة والمنطق تأييداً لمذهب الاعتزال، ثمّجعل الترجمة عامة لكلّمؤلّفات أرسطو في الفلسفة وغيرها، وقد ابتدأ بترجمة تلك الكتب في أعوام بضعة عشر ومائتين، فتلقى المعتزلة تلك الفلسفة تلقي الظمآن لموارد الماء، وأقبلوا على تفحصها والتبحّر فيها، فاشتد ساعدهم بها فتولد من اشتغال المسلمين بالفلسفة علم الكلام، كما تولد من اشتغال النصارى بها الفلسفة الأفلاطونية الجديدة.(1)




1-تاريخ التمدن الإسلامي:3/216.


/ 619