سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فقال سليمان وقد كان مغروراً بعلمه ومعرفته: إنّي أكره أن أسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم، فينتقص عند القوم إذا كلّمني ولا يجوز الاستقصاء عليه.
قال المأمون: إنّما وجهت إليك لمعرفتي بقوتك، وليس مرادي إلاّ أن تقطعه عن حجة واحدة فقط.
فقال سليمان :حسبك يا أمير المؤمنين أجمع بيني وبينه، وخلّني والذّم.(1)
تشكلت هذه المناظرة بقرار مسبق واحتج الإمام على سليمان فيها بحجج قوية، أفحمه، فلم يحر جواباً، وكشف الإمام عن عجزه.
والدليل الآخر هو حديث يروى عن نفس الإمام الرضا، فلما كان المأمون يعقد مجالس البحث والنظر ويجمع المخالفين لأهل البيت ويكلّمهم في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وتفضيله على جميع الصحابة تقرّباً إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا كان الرضا ـ عليه السَّلام ـ يقول لأصحابه الذين يثق بهم: «لا تغترو بقوله، فما يقتلني واللّه غيره، ولكنّه لابدّلي من الصبر حتى يبلغ الكتاب أجله».(2)
ومن المؤكد انّه من حقّالمأمون أن يدافع عن مذهب أمير المؤمنين بكلّ هذه الصراحة، لأنّ شعار العباسيين الأوّل هو شعار الرضا من آل محمد، هذا من جهة.
و من جهة أُخرى كان الإيرانيون يشكّلون العمود الفقري لحكمه وسلطانه، وهم يعشقون مدرسة أهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ ، فلم يكن أمامه غير الحفاظ عليهم.