سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
النصرانية، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملّتنا .
قال الرضا ـ عليه السَّلام ـ : «الآن جئت بالنصفة يا نصراني، ألا تقبل منّي العدل المقدّم عند المسيح عيسى بن مريم عليمها السَّلام ؟».
قال الجاثليق: ومن هذا العدل؟ سمّه لي؟
قال: «ما تقول في يوحنّا الديلمي؟».
قال: بخّ بخّ ذكرت أحبّ الناس إلى المسيح.
قال: «فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل: أنّ يوحنا قال: إنّما المسيح أخبرني بدين محمد العربيّ، وبشّرني به أنّه يكون من بعده، فبشّرت به الحواريين فآمنوا به؟».
قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنّا عن المسيح وبشّر بنبوّة رجل وبأهل بيته ووصيّه ولم يلخّص متى يكون ذلك؟ ولم يسمّ لنا القوم فنعرفهم؟
قال الرضا ـ عليه السَّلام ـ : «فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل فتلا عليك ذكر محمّد وأهل بيته وأُمّته، أتؤمن به؟».
قال: قلت سديداً: قال الرضا ـ عليه السَّلام ـ لنسطاس الرومي: كيف حفظك للسّفر الثالث من الانجيل؟» قال: بلى لعمري.
قال: «فخذ علي السفر [الثالث]، فإن لم يكن فيه ذكر محمّد وأهل بيته [سلام اللّه عليهم ] وأُمّته فاشهدوا لي، وإن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي، ثمّ قرأ ـ عليه السَّلام ـ السّفر الثالث حتّى بلغ ذكر النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وقف وقال: يا نصراني إنّي أسألك بحقّالمسيح وأُمّه، أتعلم أنّي عالم بالإنجيل؟ قال: نعم، ثمّ تلا علينا ذكر محمّد وأهل بيته وأُمّته ثمّ قال: «ما تقول يا نصراني؟ هذا قول عيسى بن مريم عليمها السَّلام . فإن كذّبت بما ينطق به الإنجيل، فقد كذّبت موسى وعيسى عليمها السَّلام ، ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل، لأنّك تكون قد كفرت بربّك ونبيّك وبكتابك».
قال الجاثليق: لا أنكر ما قد بان لي في الإنجيل وإنّي لمقرّ به.