سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
قومي بإذن اللّه عزّوجلّ! فقاموا أحياءً أجمعون ينفضون التراب عن رؤوسهم; ثمّ إبراهيم خليل الرحمن ـ عليه السَّلام ـ حين أخذ الطيور، فقطّعهن قطعاً ثمّ وضع على كلّ جبل منهن جزءاً ثمّ ناداهن فأقبلن سعياً إليه، ثمّ موسى بن عمران ـ عليه السَّلام ـ وأصحابه السبعون الذين اختارهم صاروا معه إلى الجبل، فقالوا له: إنّك قد رأيت اللّه سبحانه، فأرناه كما رأيته، فقال لهم: إنّي لم أره، فقالوا: لن نؤمن لك حتى نرى اللّه جهرة، فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم وبقي موسى وحيداً، فقال: يا رب اخترت سبعين رجلاً من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي، فكيف يصدّقني قومي بما أخبرهم به؟ فلو شئت أهلكتهم من قبل وإيّاي أفتهلكنا بما فعل السفهاء منّا؟ فأحياهم اللّه عزّوجلّمن بعد موتهم; وكلّشيء ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه، لأنّ التوراة والإنجيل والفرقان قد نطقت به، فإن كان كلّ من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين يتخذ من دون اللّه فاتخذ هؤلاء كلّهم أرباباً ما تقول يا نصراني؟!
فقال الجاثليق: القول قولك ولا إله إلاّاللّه.
ثمّالتفت إلى رأس الجالوت فقال:« يا يهودي أقبل علي أسألك بالعشر الآيات الّتي أُنزلت على موسى بن عمران ـ عليه السَّلام ـ هل تجد في التوراة مكتوباً نبأ محمد وأُمّته إذا جاءت الأُمة الأخيرة أتباع راكب البعير يسبحون الربّ جداً جداً تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد، فليفزع بنو إسرائيل إليهم وإلى ملكهم لتطمئنّ قلوبهم، فإنّ بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الأُمم الكافرة في أقطار الأرض أهكذا هو في التوراة مكتوب؟!».
قال رأس الجالوت: نعم إنّا لنجده كذلك.
ثمّ قال للجاثليق: «يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا؟».