سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
كان المتوكل يسيء معاملة بني هاشم ويضطهدهم كثيرا،ً وكان يسيء الظن بهم ويتّهمهم دائماً، وكان وزيره عبد اللّه بن يحيى بن خاقان يسعى بهم لديه ويشجعه على الاساءة إليهم، وقد حاز المتوكل على قصب السبق في ظلم أهل البيت واضطهادهم من بين الخلفاء العباسيين.(1)فقد كان يكن لعلي وآله حقداً وعداء عجيبين، وإذا عرف أنّ هناك من يحب الإمام عليّاً فانّه يصادر أمواله ويقضي عليه.(2)
ولأجل ذلك كان الإمام الهادي يمارس خاصة في عصر المتوكل نشاطاته بشكل سري، ويراعي السرية التامة في مختلف أحواله مع الشيعة، والذي يؤيد ذلك هو الحدث الذي ينقله المؤرخون:
يقول محمد بن شرف: كنت أمشي مع الإمام الهادي بالمدينة، فقال: ألست ابن شرف؟ قلت: بلى، فأردت أن أسأله عن مسألة فابتدأني من غير أن أسأله، فقال: «نحن على قارعة الطريق وليس هذا موضع مسألة».(3)
تبيّن هذه الواقعة شدة أجواء الرعب السائدة ومدى سرية الإمام الإجبارية بشكل جيد.
وقد كان الإمام يتبع ـ اضطراراً ـ نفس هذه الطريقة في الاتصال بالشيعة القاطنين في المدن والمناطق المختلفة ويستلم الحقوق الشرعية والأموال المرسلة من قبلهم بسرية تامة. وقد قدمت لنا كتب التاريخ والرجال نموذجاً ممّا أشرنا إليه: فقد روى محمد بن داود القمي ومحمد الطلحي: حملنا مالاً من خمس ونذر وهدايا وجواهر اجتمعت في قم وبلادها، و خرجنا نريد بها سيدنا أبا الحسن الهادي،