سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وبعد استشهاد الإمام الجواد واستخلاف الإمام الهادي كان تنفيذ هذه السياسة يبدو ضرورياً للخليفة، لأنّه لو أقام الإمام في المدينة بعيداً عن متناول الخليفة، لكان ذلك يشكل خطراً كبير على سلطته الطاغية.
وحينئذ سيجعل أقلّ تقرير حول خطر الإمام المحتمل الخليفة أن يخرج خطته وسياسته تلك إلى حيز التنفيذ، كما أقلقت الخليفة رسالة عامله على المدينة بشكل كبير، ممّا انتهى إلى نقل الإمام من المدينة إلى سامراء، وذلك انّ عبد اللّه بن محمد الهاشمي عامل المدينة قد أقلق الخليفة من نشاطات الإمام السياسية وبيّن له اتساع قاعدته الشعبية(1)غير انّ الإمام الهادي كذّب جميع ادّعاءات عبد اللّه برسالة أرسلها إلى المتوكل وشكا منه إليه.
وكأكثر سياسي العالم وفي حركة مخادعة ومزدوجة نحّى المتوكل عبد اللّه من عمله من ناحية، وأمر كاتبه بأن يكتب رسالة إلى الإمام يعبّر فيها عن مدى حبّه للإمام، ولكنّها كانت في الواقع بمثابة أمر بالاعتقال وبطريقة مهذبة، وسنلاحظ فيما بعد كمية الضغوط والمضايقات التي قام بها المتوكل على الإمام.
وأمّا الرسالة فهى: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمّا بعد فانّ أمير المؤمنين عارف بقدرك، راع لقرابتك، موجب لحقّك، مؤثر من الأُمور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح اللّه به حالك وحالهم ويثبت به من عزّك وعزّهم، ويدخل الأمن عليك وعليهم، يبتغي بذلك رضا ربّه وأداء ما فرض عليه فيك وفيهم، فقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد اللّه بن محمد عمّا كان يتولى من الحرب والصلاة بمدينة الرسول، إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقّك واستخفافه بقدرك وعندما قرفك