سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
به ونسبك إليه من الأمر الذي علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك في برك وقولك وانّك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه، وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل، وأمر بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك والتقرّب إلى اللّه وإلى أمير المؤمنين بذلك، وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك والنظر إلى وجهك، فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة، ترو إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير كيف شئت، فإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحيلك، يسيرون بمسيرك، فالأمر في ذلك إليك، وقد تقدمنا إليه بطاعتك، فاستخر اللّه حتى توافي أمير المؤمنين، فما أحد من إخوته وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة ولا أحمد له أثرة ولا هولهم أنظر وعليهم أشفق وبهم أبر وإليهم أسكن منه إليك، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته.(1)
ولا شكّ انّ الإمام كان على اطّلاع على ما يبيّته له المتوكل من سوء النية، ولكن لم يجد مفرّاً من الذهاب إلى سامراء، إذ سيكون رفض دعوته دليلاً على صحّة كلام جلاوزته الساعين به، ومثيراً لغضبه، ويعطيه الذريعة الكافية لتصعيد الضغوط والمضايقات عليه ـ عليه السَّلام ـ .
والذي يدلّ على أنّه كان عالماً بسوء نيّة المتوكل، وانّه أُجبر على هذه السفرة هي الكلمات التي قالها الإمام بعد ذلك في سامراء:«أُخرجت إلى سامراء كرهاً».(2)