سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الدوانيقي ثاني خلفاء بني العباس، فقد أمعن هذا الأخير في تطبيق سياسة التجويع والإفقار على نطاق واسع، وكان هدفه من ذلك هو إخضاع الناس من خلال تجويعهم وإفقارهم، لكي يظل الشعب يفكّر في سد جوعه دائماً حتى ينسى القضايا الاجتماعية الكبرى والتفكير بها. وقد تحدث ذات يوم أمام حاشيته وخواصه عن الأسباب التي دعته أن يبالغ في سياسة التجويع وبشكل ساخر فقال: صدق ابن الأعرابي حيث يقول: اجع كلبك يتبعك.(1)وهذا الكلام يوضح لنا مدى استهانة بني العباس بالأُمّة الإسلامية واحتقارهم لها.
وقد شملت سياسة التجويع والإفقار والضغوط الاقتصادية الشيعة والعلويين أكثر من غيرهم، لأنّهم كانوا في طليعة المجاهدين الذين وقفوا في وجه ظلم الخلفاء، ولم تكن حكومة هارون مستثناة من هذه الخطة العامة إذ حرم هو الآخر الشيعة من حقوقهم المشروعة للقضاء على حركتهم النهضوية من خلال سيطرته على أموال المسلمين وصرفها على ملذّاته ورغباته وأهوائه هو وحاشيته.
وعليه كان الشيعة على معرفة بهذه المعاناة والمضايقات، غير انّ سياسة التجويع والضغوط والمضايقات الاقتصادية التي مارسها المتوكل اتخذت أبعاد أكثر اتساعاً وخطورة، نشير إلى بعض منها:
1. وقد ضيّق على الشيعة وبالغ في ذلك، حتى قيل انّه لم يكن للنساء العلويات في تلك الفترة بالمدينة ثياب سالمة يرتدينها للصلاة، وكنّ يملكن ثوباً واحداً بالياً يرتدينه في الصلاة بالتناوب، ويعشن على بيع الغزل، وبقين على هذه الحالة من الفقر والفاقة حتى هلك المتوكل.(2)