سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
المعارض لخلافته ـ عليه السَّلام ـ ، وهؤلاء الصحابة وإن كان موقفهم مضاداً لموقف الإمام في مسألة الخلافة وكانوا يخالفون توليه الخلافة بسبب حقدهم وعقدهم النفسية غير انّهم كانوا يتفقون معه في القضايا الأُخرى وسيشكّل قتلهم (وهم يعدّون على أيّة حال قوة أمام الوثنية والنصرانية واليهودية) ضعفاً في مركز العالم الإسلامي.
وقد أشار الإمام ـ عليه السَّلام ـ إلى هذه النقطة الهامة عندما انطلق إلى البصرة للقضاء على الناكثين: طلحة والزبير في خطبة له وقال:
«إنّ اللّه لما قبض نبيّه استأثرت علينا قريش بالأمر ودفعتنا عن حقّ نحن أحق به من الناس كافّة، فرأيت ان الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم والناس حديثو عهد بالإسلام والدين يمخض مخض الرطب، يفسده أدنى وهن ويعكسه أقلّ خلف».(1)
ب: كان هناك عدد غير قليل من القبائل والجماعات التي أسلمت في أواخر حياة رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لم تر التعاليم الإسلامية الضرورية ولما يدبّ في قلوبهم نور الإيمان بشكل كامل، وعندما علموا بنبأ وفاة رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ رفعوا علم الارتداد والعودة إلى الوثنية، وأعلنوا عن معارضتهم للحكومة الإسلامية في المدينة، وامتنعوا عن دفع الضرائب الإسلامية، وشكّلوا خطراً على المدينة من خلال إعدادهم القوات العسكرية.
ولذلك كان أوّل عمل قامت به الحكومة الجديدة هو أنّها عبّأت مجموعة من المسلمين لقتال المرتدين والقضاء على تمردهم، وفي النهاية تمّ ببركة جهود المسلمين اخماد نار فتنتهم.(2)