سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أبو محمد بن الرضا ـ عليه السَّلام ـ (1)بالباب، فقال بصوت عال: إئذنوا له; فتعجبت ممّا سمعت منهم ومن جسارتهم أن يكنّوا رجلاً بحضرة أبي، ولم يكن يكنّى عنده إلاّ خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنّى(2); فدخل رجل أسمر، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، حديث السن، له جلالة وهيبة حسنة، فلمّا نظر إليه أبي قام فمشى إليه خطاً ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقوّاد، فلمّا دنا منه عانقه وقبّل وجهه وصدره وأخذ بيده، وأجلسه على مصلاّه الذي كان عليه، وجلس إلى جنبه مقبلاً عليه بوجهه وجعل يكلّمه ويفديه بنفسه، وأنا متعجب ممّا أرى منه!! إذ دخل الحاجب فقال: الموفق ـ أخو الخليفة ـ قد جاء، وكان الموفق إذا دخل على أبي تقدّمه حجابه وخاصّة قوّاده فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج، فلم يزل أبي مقبلاً على أبي محمد ـ عليه السَّلام ـ يحدّثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة فقال حينئذ له ـ عليه السَّلام ـ :«إذا شئت جعلني اللّه فداك ذهبت».
ثمّقال لحجابه: خذوا به خلف السماطين لا يراه هذا ـ يعني: الموفق ـ فقام وقام أبي يعانقه ومضى.
فقلت لحجاب أبي وغلمانه: ويحكم من هذا الذي كنّيتموه بحضرة أبي وفعل به أبي هذا الفعل؟!