سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لذلك لم يكن من الصحيح أن يرفع الإمام ـ عليه السَّلام ـ في هذا النوع من الظروف التي رفع أعداء الإسلام الرجعيين راية الارتداد فيها وتحدّوا الحكومة الإسلامية، راية أُخرى ويواجه الحكومة الفعلية.
وقد أشار إلى هذه النقطة في إحدى رسائله إلى أهل مصر وقال:
«فواللّه ما كان يلقى فى روعي ولا يخطر ببالي انّ العرب تزعج هذا الأمر من بعده ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عن أهل بيته، ولا أنّهم مُنحّوه عني من بعده، فما راعني إلاّ انثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمّد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنّما هي متاع أيّام قلائل، يزول منها ما كان كما يزول السراب، أو كما يتقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتنهنه».(1)
وهكذا أثار هذا الموضوع في أيّام خلافته الأُولى من خلال خطبة من خطبه.
قال عبد اللّه بن جنادة: قدمت من الحجاز اريد العراق في أمارة علي ـ عليه السَّلام ـ ، فمررت بمكّة فاعتمرت، ثمّ قدمت المدينة فدخلت مسجد النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ إذ نودي الصلاة جامعة واجتمع الناس، وخرج علي ـ عليه السَّلام ـ متقلداً سيفه، فشخصت الأبصار نحوه فحمد اللّه.
ثمّ قال: