سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
كنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الحوسق ويلعب بالطنبور، فتقدمت فعزّيت وهنّأت بالإمامة فلم يسألني عن شيء.
ثمّ خرج عقيد وقال لجعفر: يا سيدي قد كفّن أخوك، فقم وصلّعليه; فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان(1)والحسن بن علي المعروف بِسَلَمة.
فلمّا صرنا في الدار إذا نحن بالحسن العسكري على نعشه مكفّناً فتقدّم جعفر بن علي ليصلّي على الإمام، فلمّا همّ بالتكبير، خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجذب برداء جعفر، وقال:«تأخر يا عم فأنا أحقّ بالصلاة على أبي».
فتأخّر جعفر، وقد اربدَّ وجهه واصفرّ فتقدم الصبي، وصلّى عليه، ودفن إلى جانب قبر أبيه ـ عليه السَّلام ـ .
ثمّ قال الصبي: «يا بصري هات جوابات الكتب التي معك».
فدفعتها إليه، فقلت في نفسي: هذه بينتان، بقي الهميان، ثمّ خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر، فقال له الحاجز الوشاء: يا سيدي من هذا الصبي؟ ليقيم الحجة عليه فقال جعفر: واللّه ما رأيته قط ولا أعرفه، فنحن جلوس، إذ قدم نفرٌمن قم فسألوا عن الحسن العسكري ـ عليه السَّلام ـ فعرفوا موته فقالوا: فمن نعزي؟
فأشار الناس إلى جعفر، فسلّموا عليه وعزّوه وهنّؤوه وقالوا: إنّ معنا كتباً ومالاً فتقول ممن الكتب وكم المال؟
فقام ينفض أثوابه، ويقول: تريدون منّا أن نعلم الغيب؟