الكفر عدم التصديق بما يكون التصديق بهإيمانا
و الكفر: عدم التصديق بما يكون التصديق بهإيمانا سواء صدّق بعدمه أولا، و قيلبالأول. و الأول هو الأشهر الأظهر،فالخالي عن التصديقين ممن يكون من شأنهالتصديق- سواء كان ملتفتا كالشاك أو غيرملتفت كمن لم تبلغه الدعوة- كافر علىالأول، و واسطة على الثاني. مع إمكان دعوى كون الثاني خارجا عنالمقسم، لأن التقسيم انما هو بالنسبة إلىالملتفت دون الغافل. و أما الصغير و من بلغ مجنونا، فهما واسطةعلى كل تقدير، لعدم الشأنية فيهما الموجبللخروج عن المقسم، و لعلهما يندرجان فيالمستضعفين و لا يتوهم النقض بما يوجبالكفر من الأقوال و الأفعال كالسب و إلقاءالمصحف في القاذورات مع وجود التصديقبأصول الايمان.- و تعرّف الايمان بالتصديق و الإذعان والاعتقاد و نحو ذلك من تركيز تلك المفاهيم.و هكذا كتب التفسير، ففي تفسير قوله تعالىقالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْتُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْناوَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِيقُلُوبِكُمْ يقول الأزهري- كما في لسانالعرب-: «فالإسلام إظهار الخضوع و القبوللما أتى به سيدنا رسول اللّه (ص) و به يحقنالدم، فان كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان الذي هذه صفته..» و كذلك يظهر هذا المعنى من الكليني فيأصول الكافي، و البرقي في محاسنه- عنأحدهما (ع) حيث يقول: «الايمان إقرار و عمل،و الإسلام إقرار بلا عمل»، و ما في خصالالصدوق- بسنده عن الأعمش- عن جعفر بن محمد(ع)- في حديث-: «و الإسلام غير الايمان، و كلمؤمن مسلم، و ليس كل مسلم مؤمنا». و غيرهاكثير مما يدل على هذا المعنى.