بلغة الفقیه جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
قريب العهد بالدين، و لم ينشأ بين أهله،فلو كان لشبهة لا يحكم بكفره و ذلك لأنالحكم بكفر منكر الضروري كالصلاة انما هوباعتبار أن كل من نشأ بين المسلمين وعاشرهم يعلم بديهة وجوب الصلاة في شرعنا وإخبار نبينا به، فإنكاره لا يحتمل أن يكونباعتبار إنكار إتيان النبي (ص) به، بل ليسمنشأه الا عدم الايمان بالنبي و التصديقبه، و ان كان يظهر الايمان، و يقول بحسبالظاهر أن النبي لم يحكم بوجوبه، فان ذلكللتقية أو نحوها. و أما في الباطن فلميؤمن، و ليس منشأ الإنكار إلا ذلك، و ظاهرأن هذا انما يتمشى مع عدم الشبهة- كماذكرنا- إذ من كان قريب العهد و الصحبةبالإسلام و المسلمين و نشأ في بلاد الكفربلا اطلاع منه على عقائد المسلمين، فربماخفي عليه بعض ضروريات الإسلام و إخبارالنبي (ص) فلو أنكره لم يعلم من إنكارهإنكار النبي فتفطن» و في (شرح المفاتيح)للوحيد ما نصه: «إن كل من أنكر ضروري الدينيكون خارجا عنه عند الفقهاء إذا لم يحتملفيه الشبهة إلا أن يكون قريب العهدبالإسلام أو ساكنا في بلاد الكفر معيشافيها بحيث أمكن في شأنه عروض الشبهة»انتهى. قلت: و لعل الذي ألجأ هؤلاء الى ما ذكروه،هو عدم الدليل على سببية العنوان المتقدمبنفسه للكفر، فالتجؤا إلى إرجاعه إلىحيثية استلزامه لعدم تصديق النبي أوتكذيبه الذي لا شك في سببيته له، و لذاقيّدوا الإنكار بما يستلزم ذلك من عدماحتمال الشبهة، و جعلوه هو الوجه في ذلك. و هنا وجه آخر، لعله أولى بالركون اليهيجتمع مع الوجه المذكور و يفترق عنه، و هو:ان إنكار الضروري مستلزم لتحقق عنوانالخروج عن الدّين الذي لا شك في سببيتهللكفر، ضرورة أن التدين بدين الإسلام