بلغة الفقیه جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
عند التزاحم، فلو لم يعلم الترتيب أصلا وعلم أهمية أحدها قدم الأهم و كان النقص علىغيره بلا اشكال. و أن لم تعلم الأهمية أيضاكان النقص على الجميع، و ان علم بهما قدمالأهم، و ان تأخر في الذكر- على الأظهر- وان كان إطلاق الاخبار و كلمات الأصحابيعطى مراعاة الترتيب مطلقا، و ان علمبأهمية المتأخر- سيما مع تعليل بعضهم نفوذالمقدم مما وسعه الثلث بمصادفة الوصية بهمحلها- فيبطل ما زاد عليه مع عدم الإجازةلعدم المحلّ له. و أنت خبير بما فيه، لان ذلك انما يتم بناءعلى أن التقدّم معتبر من باب الموضوعيةتعبدا بالنص، لا من باب الطريقية و كونهأمارة على الأهمية اعتبرها الشارع عند عدمإحرازها بغيره من القرائن لتكون الأهميةهي الموجبة للتقدّم في الذكر غالبا، ضرورةكونه- البتة- مسببا عما يوجبه، و الا لزمالترجيح بلا مرجّح، و ليس هو إلا الأهمية.و عليه فتكون الإطلاقات كلّها ناظرة إلىالغالب: من انكشاف الأهمية بالتقدم فيالذكر. و لم نجد من صرح بتقديم المقدّم حتىمع إحراز أهمية المتأخر الذي به تظهرالثمرة بين الوجهين، بل صرح غير واحدبتقديم الواجب البدني على التبرعي، و انتأخر عنه، حتى من قال بعدم خروجه من المالمع عدم الوصية به، و ليس ذلك إلا لكونالواجب أهم. و يدل عليه مصححة معاوية بن عمار- الى أنقال:- «فدخلت على أبي عبد اللّه (ع): فقلت له:ان امرأة من أهلي ماتت و أوصت إليّ بثلثمالها و أمرت أن يعتق عنها و يحجّ و يتصدق،فنظرت فيه فلم يبلغ فقال ابدأ بالحج، فإنهفريضة من فرائض اللّه سبحانه، و اجعل مابقي طائفة في العتق و طائفة في الصّدقة» (1)الصريحة في تقسيط النقص على العتق