كتاب الصّومبسم اللَّه الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربالعالمين و الصلاة و السلام على محمد و آلهالطاهرين و لعنة الله على أعدائهم أجمعينإلى يوم الدين.كتاب الصوم و هو يستدعي بيان أمور:
الأوّل تعريف الصوم
الأوّل الصوم و هو الكفّ عن المفطرات معالنيّة و يكفي في شهر رمضان نيّة القربة وغيره يفتقر إلى التعيين، و في النّذرالمعين تردّد.(1) الصوم في اللّغة الإمساك فعن أبي عبيدةانّه قال: «كلّ ممسك عن طعام أو كلام أو سيرفهو صائم» و في القاموس «صام صوما و صياماو اصطام أمسك عن الطعام و الشراب و الكلامو النكاح» و ظاهر كلامها أنّ الصوم لغة هوالإمساك عن أشياء مخصوصة إلّا أن يكوننظرهما إلى بيان بعض المصاديق و كيف كانفهو في عرف المتشرّعة و إطلاقات الشارعالكفّ عن المفطرات مع النّية بمعنى قصدالقربة و مع كون اليوم ظرفا لا حاجة إلىالتقييد به و مع الالتفات إلى المفطراتتفصيلا لا إشكال و مع عدم الالتفات تفصيلاقد يقال بكفاية قصد الكفّ عمّا هو مفطر ولو لم يلتفت بمفطريّة بعضها و هذا غير بعيدمع العزم على الكفّ عمّا هو طرف الشبهة، وأمّا عدم العزم كذلك فيشكل مع تصريحالفقهاء- رضوان اللَّه تعالى عليهم-باعتبار الكفّ عن المفطرات مع النيّة.و أمّا النيّة فقد مرّ في مباحث العباداتمن الوضوء و الغسل و غيرهما الاكتفاء فيهابالإرادة الإجماليّة المنبعثة عن الأمرأو الرّجحان و عدم الحاجة إلى إرادةتفصيليّة مقارنة لأوّل آنات الأخذ فيالإطاعة، ثمّ إنّه قد يقال لا يعتبر فيالصوم