حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 10
لطفا منتظر باشید ...
سنان عن ابى عبد اللَّه (عليه السلام) قال«كان رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله)يصلى الجمعة حين تزول الشمس قدر شراك ويخطب في الظل الأول فيقول جبرئيل (عليهالسلام) يا محمد (صلّى الله عليه وآله) قدزالت الشمس فانزل فصل». وجه الاستدلال ان المستفاد من الظل الأولما كان قبل حدوث الفيء بقرينة قول جبرئيل«يا محمد (صلّى الله عليه وآله) قد زالتالشمس فانزل» و تحديد الزوال في أول الخبربقدر الشراك بناء على انه مقدار قليل لايكاد يحصل اليقين بالزوال قبل ذلك. كذاذكره في الذخيرة. و فيه انه كما يحتمل أن يكون الأمر فيالخبر المذكور ما ذكره كذلك يحتمل أن يكونالمعنى فيه ما صرح به السيد السند فيالمدارك حيث قال- بعد نقل تأويل العلامة فيالمختلف للخبر المذكور و رده بالبعد والمخالفة لمقتضى الظاهر- ما لفظه: نعم يمكن القدح فيها بأن الأولية أمرإضافي يختلف باختلاف المضاف اليه فيمكن أنيراد به أول الظل و هو الفيء الحاصل بعدالزوال بغير فصل كما يدل عليه قوله (عليهالسلام) «ان رسول اللَّه (صلّى الله عليهوآله) كان يصلى الجمعة حين تزول الشمس قدرشراك» فإن إتيانه بالصلاة بعد زوال الشمسعن دائرة نصف النهار قدر شراك يستدعي وقوعالخطبة أو شيء منها بعد الزوال فيكونمعنى قول جبرئيل «يا محمد (صلّى الله عليهوآله) قد زالت الشمس فانزل و صل» انها قدزالت قدر الشراك فانزل و صل. و كيف كان فهذهالرواية مجملة المتن فلا تصلح معارضالظاهر القرآن و الأخبار المعتبرة. انتهى. و هو جيد وجيه. و بالجملة فإن الرواية المذكورة بالنظرالى ظاهر قوله (عليه السلام) «يخطب في الظلالأول» و قول جبرئيل (عليه السلام) «يامحمد (صلّى الله عليه وآله) قد زالت الشمسفانزل» ظاهرة الدلالة في ما ذهبوا اليه ومقتضاه ان الصلاة حينئذ تكون في أولالزوال كما يدعونه أيضا، إلا ان قوله (عليهالسلام) في صدر الخبر «كان يصلى الجمعة حينتزول الشمس قدر شراك»