قد صرح الأصحاب (رضوان اللَّه عليهم) بأنهيكره السفر يوم الجمعة بعد طلوع الفجر، والظاهر انه مجمع عليه بينهم بل و أكثرالعامة على ذلك أيضا كما نقل عن التذكرة، وذكر فيها انه لا يكره ليلة الجمعة إجماعا. و يدل عليه مضافا الى الاتفاق المذكور ماقدمنا نقله من خبر السري المنقول فيالفقيه و الخصال عن الهادي عليه السلامقال: «يكره السفر و السعى في الحوائج يومالجمعة بكرة من أجل الصلاة فاما بعدالصلاة فجائز يتبرك به» مع احتمال حملالكراهة فيه على التحريم كما قدمنا ذكره. و لم أقف على من استدل على الحكم المذكوربهذا الخبر و انما استندوا فيه الى إطلاقالخبر النبوي الذي قدمنا نقله عن التذكرةو نبهنا على ان الظاهر انه عامي و هو قوله(صلّى الله عليه وآله): «من سافر من دارإقامته يوم الجمعة دعت عليه الملائكة.إلخ» مع ان هذا الخبر الذي ذكرناه أوضحدلالة و سندا. و احتمل المحدث الكاشاني في المفاتيحالتحريم في هذا المقام و هو ظاهر إطلاق ماقدمناه من رواية مصباح الكفعمي عن الرضا(عليه السلام) و خبر الحارث الهمداني واحتمال حمل الكراهة على التحريم في الخبرالمتقدم، و تعضده الرواية التي قدمنانقلها عن رسالة شيخنا الشهيد الثاني و انكان الظاهر انها من طرق العامة. و عللالحكم المذكور في المفاتيح قال: لأنهمأمور بالسعي إلى الجمعة من فرسخين فكيفيسعى عنها. و بذلك يظهر ان ما احتمله (طاب ثراه) قريبلا استبعاد فيه إلا من حيث مخالفة