الأول [هل تماثل صلاة الاستسقاء صلاةالعيدين في الوقت؟]:
ان ما دل عليه الخبر الثاني من أن كيفيةهذه الصلاة مثل كيفية صلاة العيدين فيالقراءة و التكبيرات و القنوتات مما اتفقتعليه كلمة الأصحاب (رضوان الله عليهم) وحكى الإجماع عليه في المنتهى إلا انهمقالوا يجعل مواضع القنوت الذي في العيدينالدعاء هنا بالرحمة و استعطاف الله عز و جلبإرسال الغيث.بقي الكلام في انه هل يدخل الوقت في إطلاقالمماثلة أو يخص بمجرد الكيفية دون الأمورالخارجة؟ قولان.
و بالأول صرح جملة من الأصحاب: منهم- شيخناالشهيد الثاني في الروض حيث قال بعد قولالمصنف «كالعيد» ما لفظه: في كونها ركعتينبين طلوع الشمس و الزوال يقرأ فيهما ما مرو يكبر فيهما التكبيرات الزائدة و يقنتبعد كل تكبيرة منها. انتهى. و الظاهر انهاقتفى أثر الشهيد في البيان حيث قال: ووقتها وقت العيد.
و نقل في الذكرى عن ظاهر كلام الأصحاب انوقتها وقت صلاة العيدين، و نقل عن ابن ابىعقيل التصريح بان الخروج في صدر النهار وعن ابى الصلاح عند انبساط الشمس و ابنالجنيد بعد صلاة الفجر، قال: و الشيخان لميعينا وقتا إلا أنهما حكما بمساواتهاللعيد.
و بالثاني صرح الفاضلان بل قال في النهايةو في أي وقت خرج جاز و صلاها إذ لا وقت لهاإجماعا. و نحوه قال في التذكرة ثم قال: والأقرب عندي إيقاعها بعد الزوال لأن مابعد العصر أشرف، قال في الذكرى: و نقله ابنعبد البر عن جماعة العلماء من العامة. وقال في البيان بعد قوله المتقدم نقله عنه:و ربما قيل بعد الزوال و هو مشهور بينالعامة.