مثل ذلك كما يصلى في صلاة كسوف الشمس والقمر سواء».
و قال في الذخيرة: و الأمر و ان لم يكن واضحالدلالة على الوجوب في أخبارنا إلا ان عملالأصحاب و فهمهم مما يعيننا على الحكم به.
أقول: قد عرفت في غير موضع مما تقدم ما فيمثل هذا الكلام الواهي الذي هو لبيتالعنكبوت- و انه لأوهن البيوت- مضاهى، فإنهمؤذن بأن اعتماده في الأحكام الشرعية إنماهو على تقليد الأصحاب حيث ان الأدلة قاصرةعنده عن إثبات الأحكام في جميع الأبواب، وحينئذ فلا معنى لمناقشاته لهم في جملة منالمواضع و رده عليهم كما لا يخفى على منراجع الكتاب.
و الظاهر ان المراد بالأخاويف يعنى مايحصل منه الخوف لعامة الناس، قال فيالمدارك: و لو كسف بعض الكواكب أو كسف بعضالكواكب لأحد النيرين كما يقال ان الزهرةرؤيت في جرم الشمس كاسفة لها فقد استقربالعلامة في التذكرة و الشهيد في البيانعدم وجوب الصلاة بذلك، لان الموجب لهاالآية المخوفة لعامة الناس و أغلبهم لايشعرون بذلك، و احتمل في الذكرى الوجوبلأنها من الأخاويف و الأجود إناطة الوجوببما يحصل منه الخوف كما تضمنته الرواية.انتهى. و هو جيد، و أشار بالرواية إلىصحيحة زرارة و محمد بن مسلم.
المسألة الثانية [أول وقت الصلاة فيالكسوفين و آخرها]
- الظاهر انه لا خلاف بين الأصحاب (رضوانالله عليهم) في أن أول وقت هذه الصلاة فيالكسوفين هو ابتداؤه بل قال في المنتهىانه قول علماء الإسلام.
و مستنده من الأخبار قول الصادق (عليهالسلام) في صحيحة جميل المتقدمة «وقت صلاةالكسوف في الساعة التي تنكسف عند طلوعالشمس و عند غروبها.
الحديث كما تقدم».
و يدل عليه جملة من الأخبار الدالة علىتعليق الوجوب على حصول الانكساف