المقام الثالث- في نقل الأخبار الواردة
و ها نحن ننقل ما وصل إلينا منها مبتدئينبما يدل على ما اخترناه و ينادى بما قلناهعاطفين الكلام على نقل الأخبار التي استندإليها أولئك الأعلام مذيلين لها بمايقتضيه المقام من نقض و إبرام بتوفيقالملك العلام و بركة أهل البيت (عليهمالسلام):
فنقول: من الأخبار الدالة على ما اخترناهصحيحة عبد اللَّه بن ابى يعفور، و هذهالرواية رواها الصدوق في الصحيح و الشيخفي التهذيب بطريق غير صحيح و في المتن فيالكتابين تفاوت بالزيادة و النقصان و نحنننقلها كما نقلها في الوافي عن الكتابينمعلما لموضع الاختصاص بعلامة و موضعالاشتراك بما يدل على ذلك:
فرويا بسنديهما عن عبد اللَّه بن ابىيعفور قال: «قلت لأبي عبد اللَّه (عليهالسلام) بم تعرف عدالة الرجل بين المسلمينحتى تقبل شهادته لهم و عليهم؟ فقال انتعرفوه بالستر و العفاف و كف البطن و الفرجو اليد و اللسان، و تعرف باجتناب الكبائرالتي أوعد اللَّه عليها النار من شربالخمر و الزنا و الربا و عقوق الوالدين والفرار من الزحف و غير ذلك، و الدلالة علىذلك كله ان يكون ساترا لجميع عيوبه حتىيحرم على المسلمين تفتيش ما وراء ذلك منعثراته و عيوبه و يجب عليهم تزكيته و إظهارعدالته في الناس و يكون منه التعاهدللصلوات الخمس إذا واظب عليهن و حفظمواقيتهن بحضور جماعة من المسلمين و ان لايتخلف عن جماعتهم في مصلاهم إلا من علة(فقيه) فإذا كان كذلك لازما لمصلاه عندحضور الصلوات الخمس فإذا سئل عنه فيقبيلته و محلته قالوا ما رأينا منه إلاخيرا مواظبا على الصلاة متعاهدا لأوقاتهافي مصلاه فان ذلك يجيز شهادته و عدالته بينالمسلمين (ش) و ذلك ان الصلاة ستر و كفارةللذنوب (فقيه) و ليس يمكن الشهادة علىالرجل بأنه يصلى إذا كان لا يحضر مصلاه ويتعاهد جماعة المسلمين، و انما جعلالجماعة و الاجتماع إلى الصلاة