حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 10
لطفا منتظر باشید ...
و ما فاتكم فاقضوا» فحينئذ تحمل روايةإسحاق على غير المتمكن من الدعاء بتعجيلرفعها، و عليه يحمل قول الصادق (عليهالسلام) في رواية الحلبي «فليقض ما بقيمتتابعا» الى أن قال: بعد ذكر روايةالقلانسي: و هذا يشعر بالاشتغال بالدعاءإذ لو والى لم يبلغ الحال الى الدفن. انتهى. أقول: ظاهر كلامه (قدس سره) تخصيص التكبيرولاء بصورة عدم التمكن من الأذكار بينها،و نقل ذلك عن العلامة في بعض كتبه بل نسبهشيخنا المجلسي (قدس سره) في كتاب البحارإلى الأكثر حيث قال: و قال الأكثر ان أمكنالدعاء يأتي بأقل المجزئ و إلا يكبر ولاءمن غير دعاء. انتهى. و ربما يشير الى ذلكقوله (عليه السلام) في صحيحة على بن جعفرالمتقدم نقلها عن كتابه «و يبادره دفعة ويخفف». و يشكل بان ظاهر الأخبار المذكورة بالنظرالى حمل مطلقها على مقيدها هو التكبيرولاء أمكن الإتيان بالأذكار قبل وقوع ماينافي ذلك من البعد و الانحراف عن الميت والقبلة أم لم يمكن، و التخصيص بما ذكروهيحتاج الى دليل واضح. و ما استند اليه من العموم على وجه يشملمحل البحث ممنوع. و الحديث الذي نقله غيرمعلوم كونه من طرقنا بل الظاهر انه منالأخبار العامية التي يستسلقونها فيأمثال هذه المقامات، و يعضد ذلك ما أشرناإليه آنفا من ان قضية الوجوب الكفائي سقوطالوجوب في الصورة المذكورة، و به يظهر انهلا شمول لأدلة الوجوب لموضع البحث كماذكرنا. و أما دعواه اشعار رواية القلانسيبالاشتغال بالدعاء ففيه ان الظاهر منالرواية بعد التأمل فيها ان التكبير علىالقبر بعد الدفن انما هو في صورة ما لو لميدرك التكبير مع الإمام بالكلية كماأوضحناه آنفا، لا أنه أدرك بعضها و قضىالبعض الباقي بعد الدفن حتى يدعى انه لووالى لم يبلغ الحال الى الدفن. و كيف كان فالاحتياط في ما ذكروه (رضوانالله عليهم) و الله العالم.