حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 10
لطفا منتظر باشید ...
ان كان الأصلح في ديني و دنياي و عاجل أمريو آجله فعل ما أنا عازم عليه فأمرني و إلافانهني انك على كل شيء قدير. ثم يقبض قبضةمن السبحة و يعدها «سبحان الله و الحمد للهو لا إله إلا الله» الى آخر القبضة، فإنكان الأخير «سبحان الله» فهو مخير بينالفعل و الترك و ان كان «الحمد لله» فهوأمر و ان كان «لا إله إلا الله» فهو نهى». ثم قال (قدس سره) أقول: لا يخفى على المتأملبعين البصيرة ان هذه الاستخارة الشريفةأيضا تضمنت تقسيم الأمر المستخار فيه الىأمر و نهى و مخير و الأكثر في الاستخاراتانما تضمنت الأمر و النهى، بل هذه الروايةأيضا تضمنت ما يقتضي الانحصار فيهما لقوله(عليه السلام) «و إلا فانهني» و لم يذكرالتخيير في الدعاء و ذكره في آخر الرواية،و الذي ينبغي ان يقال في وجه الجمع انالأمر و النهى هنا ليس على نحوهما فيالعبادات من البلوغ الى حد الوجوب والتحريم بل انه لمجرد الإرشاد والاستصلاح، إذ الغرض من الاستخارة طلب ماهو الأصلح و الأنجح لما في الدخول فيالأمور و التهجم عليها من غير استخاره مناحتمال تطرق المهالك و عدم الأمن منالمعاطب في جميع المسالك، و أقله احتمالحرمان المطلوب و عدم الظفر بالأمر المحبوبكما جاء في الخبر «من شقاء عبدي أن يعملالأعمال فلا يستخرنى» و لانه بعدالاستخارة يكون آمنا من تطرق أسبابالحرمان و سالما من آفات العطب و الخذلان،فكان العمل بالاستخارة أمرا راجحا و طريقاواضحا عند كل من له عقل سليم و ذهن قويم، وحيث كان راجحا بترتب المنافع و اندفاعالمكاره و مرجوحا بالعكس من ذلك أو متساويالطرفين بان يكون الأمر ان الفعل و التركسواء في ترتب الأمرين كالأمر الذي يتخيرفيه الإنسان لا يخلو من الثلاثة الأقسامكما دلت عليه الرواية الشريفة و أماالروايات المنحصرة في الأمر و النهىفالظاهر ان الأمر فيها ما يشمل الراجح والمساوي بأن يراد به القدر الأعم أعنيالأمن من الضرر سواء كان فيه مصلحة أو عدممشقة أو انتفاء المفسدة فقط.