لماذا يذكر القرآن الكريم المهاجرينوالأنصار السابقين بتعظيم ويقول:
(والسابقون الأولون من المهاجرينوالأنصار) (1).
الذين عرفوا الذين قبل الآخرين ونصروه،والذين هاجروا قبل الآخرين وجاؤوا من مكةإلى المدينة أو نصروا المهاجرين قبلالآخرين، مثل هؤلاء الأشخاص سبقوابتضحيتهم وإيثارهم، ولكن أولئك ليسواأفضل من ناحية أن لهم سبقاً زمانياً فقط بلإن لهم حرمة خاصة من حيث أنهم أدركواالإسلام أفضل من الآخرين.
في ذلك اليوم احيث كان الفكر السائد هوتفكير الجاهلية وعبادة الأصنام وحبالمال، إذا استطاع شخص التحرر من تلكالرواسب الجاهلية وعرف الإسلام الخالصوصدق يحقانيته وداس على جميع العاداتالجاهلية وأسلم بشهامة كاملة ودافع عنالإسلام العزيز فكراً وعملاً، فهو يتمتعبنبوغ خاص، لذا ذكر الله تعالى هذهالجماعة بتكريم خاص وقال:
(والسابقون الأولون من المهاجرينوالأنصار).
وكذلك ذكر تعالى هؤلاء بحرمة خاصة في سورةالحديد وقال:
(بل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذينأنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد اللهالحسنى)(2).
أي أن الجميع مأجورون ولكن أجر أولئكالدين نصروا النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم في زمن ضعف الإسلام وأعانوه بالمالوالأنفس، وهؤلاء يتمتعون بحرمة خاصةوالذين آمنوا ونصروا الدين بعد انتشارالقرآن والإسلام ليس لهم سهم من تلكالحرمة الخاصة، كما جرى في الثورةالإسلامية في إيران. فالذين
(1) سورة التوبة، الآية: 100.
(2) سورة الحديد، الآية: 10.