(أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليلوقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً) (1). أشير في هذا القسم من آيات سورة الإسراء،إلى الصلوات الخمس الظهرين والمغربينوصلاة الصبح، وهذا ليس خاصاً برسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم ولكن في قسم آخرمن هذه السورة إلى جانب هذه الآيات قال: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثكربك مقاماً محمودا) (2). أي أن هذا أمر خاص ونافلة لك فقط، الصلواتالخمس هي فريضة وواجب عمومي، ولكن صلاةالليل هذه هي فريضة خاصة، ويجب أن لايستفاد من قرينة نافلة أن صلاة الليل كانتمستحبة للنبي، بل أن كلمة نافلة هي صفةلموصوف محذوف أي (ومن الليل فتهجد به فريضةنافلة لك) نافلة أي زائدة أي فريضة خاصة،مثل ما جاء بشأن يعقوب حيث قال تعالى: إنإبراهيم طلب من الله ذرية فاعطاه اللهحفيداً أيضاً، هذا الحفيد يصبح نافلة. (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلناصالحين) (3). و (نافلة) في هذه الآية من الناحية الأدبيةجعلت صفة لهبة يعقوب وهو حفيد وليس صفةإسحاق، الغرض هو ان صلاة الليل، كانتواجبة على رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم وعلة وجوب صلاة الليل هي أنه أكثراستعداداً من الآخرين لقبول هذا التكليف.كل روح تكون أكثر استعداداً وكل نفس تكون
(1) سورة الإسراء. الآية: 78. (2) سورة الإسراء، الآية: 79. (3) سورة الأنبياء، الآية: 72.