بناء على هذا، فان قوله في شأن مريم عليهاالسلام: (صدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت منالقانتين)، لا لأجل انه ليس لدينا قانتات،لأنه قال صريحاً في سورة الأحزاب:(والقانتين والقانتات) بل لأجل حفظ ثقافةالحوار، وعلامته انه هكذا في جهة العكسايضاً، ففي جهة العكس أيضاً يعد المرأةالخاطئة في زمزة الرجال الخاطئين على أساسطريقة الحوار ويقول في سورة يوسف:
(واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين) (1).
لا (من الخاطئات). وهذا لا لأنه ليس لديناخاطئات، بل لأجل انه يتكلم على أساس لغةالحوار.
نتيجة الكلام:
أولاً: بيّن القرآن الكريم أنه يخاطبأرواح الناس، والأرواح ليست مذكرة ولامؤنثة.
وثانياً: ان موضع الذكورة والأنوثة هو بدنالإنسان، والبدن، ليس له علاقة بالفضائلوالمعارف.
وثالثاً: إذا لم تكن هناك قرينة خاصة فيالكلام ولا تقتضي القوانين الأدبية، فانآيات القرآن وكلام الله يجب حمله على أساسلغة الحوار.
ورابعاً: أولئك الذين يدعون لمساواةالمرأة والرجل عندما يريدون التكلم عنجماهير الناس ـ مجموع النساء والرجال ـ هليقولون: ان الرجال والنساء ثاروا، الرجالوالنساء اعترضوا، النساء والرجال صوتوا؟أم يقولون: الناس ثاروا، الناس أدلوابأصواتهم و..؟ هذه هي طريقة الحوار
(1) سورة يوسف، الآية: 29.