شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
نقيسه على المحارب قلنا : المحارب المقدور عليه يقتل ان رأى الامام ذلك قبل تمام الحرب و بعدها بلا خلاف في أن حكمه في كلا الامرين سواء ، و أيضا فليس يختلف أحد في أن حكم الباغي حكم المحارب ، و بالتفريق بين حكمها جاء القرآن قال أبو محمد رحمه الله : و اختلفوا أيضا في الاجهاز على جرحاهم و القول فيهم كالقول في الاسراء سواء لان الجريح إذا قدر عليه فهو أسير ، و أما ما لم يقدر عليه و كان ممتنعا فهو باغ كسائر أصحابه ، و قد روينا من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال قال علي بن أبي طالب : لا يذفف على جريح و لا يقتل أسير و لا يتبع مدبر ، و كان لا يأخذ ما لا لمقتول يقول : من اعترف شيئا فليأخذه و من طريق عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء عن جويبر قال : أخبرتني إمرأة من بني أسد قالت : سمعت عمارا بعد ما فرغ علي من أصحاب الجمل ينادي لا تقتلن مدبرا و لا مقبلا . و لا تذففوا على جريح و لا تدخلوا دارا و من ألقى السلاح فهو آمن كالمأسور قد قدرنا أن نصلح بينه و بين المبغي عليه بالعدل و هو أن نمنعه من البغي بان نمسكه و لا ندعه يقاتل و كذلك الجريح إذا قدرنا عليه ، و نص هذه الآية يقتضي تحريم دم الاسير و من قدر عليه لان فيها إيجاب الاصلاح بينهما - نعني الباغي و المبغى عليه - و لا يجوز ان يصلح بين حي و ميت و انما يصلح بين حيين فصح تحريم دم الاسير و من قدر عليه من أهل البغي بيقين و اختلفوا هل يجوز اتباع مدبرهم ؟ فقالت طائفة : لا يتبع المدبر منهم أصلا ، و قال آخرون : أن كانوا تاركين للقتال جملة منصرفين إلى بيوتهم فلا يحل اتباعهم أصلا و أن كانوا منحازين إلى فئة أو لائذين بمعقل يمتنعون فيه أو زائلين عن الغالبين لهم من أهل العدل إلى مكان يأمنونهم فيه لمجئ الليل أو ببعد الشقة ثم يعودون إلى حالهم فيتبعون قال أبو محمد رحمه الله : و بهذا نقول لانه نص القرآن لان الله تعالى افترض عليا قتالهم حتى يفيئوا إلى امر الله تعالى فإذا فاؤا حرم علينا قتلهم و قتالهم فهم إذا أدبروا تاركين لبغيهم راجعين إلى منازلهم أو متفرقين عما هم عليه فبتركهم البغي صاروا فائين إلى أمر الله فاذا فاؤا إلى امر الله فقد حرم قتلهم و إذا حرم قتلهم فلا وجه لاتباعهم و لا شيء لنا عندهم حينئذ ، و أما إذا كان أدبارهم ليتخلصوا من غلبة أهل الحق و هم باقون على بغيهم فقتالهم باق علينا بعد لانهم لم يفيئوا بعد إلى أمر الله تعالى ، فان احتج محتج بما ناه عبد الله بن احمد الطلمنسكي نا احمد بن مفرج نا محمد بن أيوب الصموت الرقي نا احمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار نا محمد بن معمر نا عبد الملك بن عبد العزيز