شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
إني أصبت حدا فأقمه علي : فدعا وليها فقال : " أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها " ففعل فأمرها رسول الله صلى الله عليه و آله فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال عمر : تصلي عليها و قد زنت ؟ فقال : " لقد ثابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم هل وجدت شيئا هو أفضل من أن جاءت بنفسها ؟ " و من طريق مسلم نا محمد بن المثنى حدثني عبد الاعلى نا داود بن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من أسلم يقال له : ماعز بن مالك " أتى رسول الله صلى اله عليه و آله و سلم فقال : اني أصبت فاحشة فأقمه علي : فرده النبي صلى الله عليه و سلم مرارا ثم سأل قومه فقالوا : ما نعلم به بأسا - فذكر باقى الحديث و فيه - فأمرنا رسول اله صلى الله عليه و سلم أن نرجمه فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول هلك : لقد أحاطت به خطيئته و قائل يقول : ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فوضع يده في يده فقال ا قتلني بالحجارة : قال فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة : ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و آله و هم جلوس فسلم ثم جلس فقال : " استغفروا لماعز بن مالك " . فقالوا : غفر الله لماعز بن مالك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم " و من طريق مسلم نا محمد بن عبد الله بن نمير نا بشير بن المهاجر نا عبد الله بن بريدة عن أبيه " أن ماعز بن مالك أتى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله اني قد ظلمت نفسي و زنيت واني أريد أن تطهرني فرده - فذكر الحديث ، و فيه - فجاءت الغامدية فقالت : يا رسول الله اني قد زنيت فطهرني و إنه ردها فلما كان الغد قالت : يا رسول الله لم تردني كما رددت ماعزا ؟ فو الله اني لحبلى ، قال : " أما الآن فاذهبي - و ذكر باقي الخبر - فلما فطمته أتته بالصبي و في يده كسرة خبز فقالت : هذا يا نبي الله قد فطمته و قد أكل الطعام ، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر إلى صدرها و أمر الناس فرجموها فأقبل خالد بن الوليد فرمى رأسها فنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه و آله سبه إياها فقال : مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد ثابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلى عليها و دفنت " قالوا : فهذا ماعز قد صحت توبته قبل الرجم باخبار رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك و بانها مقبولة و هذه الغامدية و الجهنية رضي الله عنهما قد ثابتا أتم توبة و أصحها مقبولة من الله تعالى باخبار النبي عليه السلام و لم تسقط هذه التوبة عنهم الحد قالوا : و كذلك ايضا حد رسول الله صلى الله عليه و آله الذين قذقوا عائشة رضي الله عنها قال أبو محمد رحمه الله : فلما اختلفوا في ذلك كما ذكرنا وجب أن ننظر في ذلك