شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
صغيرا في حاجته فأكله الذئب فلا شيء عليه فان استأجرا أجيرا صغيرا في عمل شاق فتلف فيه ضمن و ان كان الاجير كبيرا لم يضمن ، فهذه فروق لم يأت بها نص و لا إجماع قال أبو محمد : فنظرنا هل نجد في شيء من هذا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فوجدنا من طريق البخاري نا عمرو بن زرارة نا اسماعيل بن إبراهيم عن عبد العزيز عن أنس قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و آله المدينة اخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله ان أنسا غلام كيس فليخدمك فخدمته في السفر و الحضر فو الله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعته هكذا ؟ و لا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا ؟ فوجدنا رسول الله صلى الله عليه و آله قد استخدم أنس بن مالك و هو يتيم ابن عشر سنين في الاسفار البعيدة و القريبة و الغزوات المخيفة و في الحضر ( فان قال قائل ) : ان ذلك كان باذن أمه و زوجها و أهله قلنا له و بالله تعالى التوفيق : نعم قد كان هذا و لم يقل رسول الله صلى الله عليه و آله اني انما استخدمته لاذن أهله لي في ذلك فاذ لم يقل ذلك عليه الصلاة السلام فاذنهم ترك اذنهم على السوآء ( 1 ) و انما المراعى في ذلك حسن النظر للغلام فان كان ما استعانه في عمله للاجنبي نظرا له فهو فعل خير اذن أهله و وليه أم لم يأذنوا و ان كان ليس له نظرا له فهو ظلم اذن أهله في ذلك أم لم يأذنوا برهان ذلك قول الله تعالى : ( كونوا قوامين بالقسط ) و قوله تعالى : ( و تعاونوا على البر و التقوى ) و لم يأت بمراعات اذن أهل الغلام لا قرآن و لا سنة صحيحة و لا إجماع فبطل مراعات اذنهم بيقين و لم يبق إلا أن يكون المستعين بالغلام ناظرا للغلام في تلك الاستعانة أو ناظر له فان كان ناظرا له فهو محسن و اذ هو محسن فلا ضمان عليه فيما أصابه مما لم يجنه هو لقوله تعالى : ( ما على المحسنين من سبيل ) و ان كان ناظر له في ذلك فهو ظالم له و لكن ليس كل ظالم يضمن دية المظلوم ألا تراهم لا يختلفون فيمن ظلمن إنسانا حرا يسخره إلى مكان بعيد فتلف هنا لك فانه لا يضمنه الظالم له ، و لا فرق هاهنا بين ظلم صغير أو كبير و قد قلنا : انه لا دية الا على قاتل و المستعين الظالم لم يتلف المستعان في ذلك العمل فان المستعين له لا يسمى قاتلا له و لا مباشر قتله فلا ضمان عليه أصلا صغيرا كان أو كبيرا الا أن يباشر أو يأمر بإكراهه و إدخاله البئر أو تطليعه في مهواة فيطلع كرها لا اختيار له في ذلك فهذا قاتل عمد عليه القود فظهر امر الصغير و بالله تعالى التوفيق ( و اما العبد ) يسخره سيده فان كان لم يكرهه لكن استعانه برغبة فأعانه فتلف فانه ايضا لم يباشر إتلافه