شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
و هم فرحون أو انه ان أصابته حسنة ساءتهم فهؤلاء كفار بلا شك و ليس في الآية نص على أن القائل . ائذن لي و لا تفتني كان منهم ، و لا فيها نص على أنه عليه السلام عرفهم و عرف نفاقهم فبطل تعلقهم بهذه الآية ، و قال تعالى : ( قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يقبل منكم ) إلى قوله . ( يفرقون ) قال أبو محمد : أما هؤلاء فكفار بلا شك مظهرون للاسلام و لكن ليس في الآية أنه عليه السلام عرفهم بأعيانهم و لا دليل فيها على ذلك أصلا و انما هي صفة وصفها الله تعالى فيهم ليميزوها من أنفسهم ، و ليس في قوله تعالى : ( فلا يعجبك أموالهم و لا أولادهم ) ، دليل على أنه كان يعرفهم بأعيانهم و أنه كان يعرف نفاقهم بل قد كان للفضلاء من الانصار رضي الله عنهم الاموال الواسعة و الاولاد النجباء الكثير كسعد بن عبادة . و أبي طلحة و غيرهما فهذه صفة عامة يدخل فيها الفاضل الصادق و المنافق فأمر تعالى في الآية أن لا تعجبه أموالهم و لا أولادهم عموما لان الله تعالى يريد أن يعذب المنافقين منهم بتلك الاموال و يموتوا كفارا و لا بد ، و بالله تعالى التوفيق و قال تعالى : ( و منهم من يلمزك في الصدقات ) إلى قوله تعالى : ( راغبون ) قال أبو محمد رحمه الله : و هذا لا يدل البتة لا بنص ، و لا بدليل على كفر من فعل هذا و لكنها معصية بلا شك ، و قال تعالى . ( و منهم الذين يؤذون النبي ) إلى قوله تعالى . ( ذلك الخزي العظيم ) قال . و هذه الآية ليس فيها دليل على كفر من قال حينئذ ان رسول الله صلى الله عليه و سلم اذن و انما يكون كافرا من قال . ذلك و آذى رسول الله صلى الله عليه و آله بعد نزول النهي عن ذلك ، و نزول القرآن بأن من فعل ذلك فهو كافر ، و ان من حاد الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و آله فله نار جهنم خالدا فيها ، فقد جاء أن عمر قال لرسول الله صلى الله عليه و آله . و الله يا رسول الله إنك لاحب إلى من كل أحد الا نفسي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : كلاما معناه أنه لا يؤمن حتى يكون أحب اليه من نفسه فقال له عمر . أما الآن فأنت أحب الي من نفسي قال أبو محمد : لا يصح أن أحدا عاد إلى أذى رسول الله صلى الله عليه و سلم و محادته بعد معرفته بالنازل في ذلك من عند الله تعالى الا كان كافرا و لا خلاف في أن امرءا لو اسلم و لم يعلم شرائع الاسلام فاعتقد ان الخمر حلال و ان ليس على الانسان صلاة و هو لم يبلغه حكم الله تعالى لم يكن كافرا بلا خلاف يعتد به حتى إذا قامت عليه الحجة فتمادى حينئذ بإجماع الامة فهو كافر ، و يبين هذا قوله تعالى في الآية المذكورة :