شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
أبي سعيد الذي قد ذكرناه اذ استاذنه خالد في قتل الرجل فقال لا لعله أن يكون يصلي فقد صح نهي النبي عليه السلام لخالد عن قتله و لو حل قتله لما نهاه رسول الله صلى الله عليه و آله عن ذلك و أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسبب المانع من قتله و هو أنه لعله يصلي فقال له خالد رب مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فأخبره أنه لم يبعث ليشق عن قلوب الناس فانما عليه الظاهر و أخبرنا عليه السلام انه لا يدري ما في قلوبهم و ان ظاهرهم مانع من قتلهم أصلا ، و قد جاء هذا الخبر من طريق لا تصح و فيه أنه عليه السلام امر أبا بكر . و عمر بقتله فوجده يركع و و جده الآخر يسجد فتركاه و أمر عليا بقتله فمضى فلم يجده ، و أنه عليه السلام قال : لو قتل لم يختلف من أمتي اثنان و هذا لا يصح أصلا و لا وجه للاشتغال به ، و أما حديث عمار في أمتي اثنا عشر منافقا فليس فيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عرفهم بأعيانهم و هو اخبار بصفة عن عدد فقط ليس فيهم بيان أنهم عرفوا بأسمائهم فسقط التعلق بهذا الخبر و بالله تعالى التوفيق و أما حديث ابن مسعود فانه لا يصح فان قد روينا من طريق قاسم بن أصبغ نا أحمد بن زهير بن حرب نا أبو نعيم عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن رجل عن أبيه عن ابن مسعود فذكر هذا الحديث و قال سفيان عن هذا الرجل الذي لم يسم عن أبيه أراه عياض بن عياض فقد أخبر أبو نعيم عن سفيان انه مشكوك فيه ، ثم لو صح لما كانت لهم فيه حجة لانهم قد انكشفوا و اشتهر أمرهم فليسوا منافقين بل هم مجاهرون فلا بد من أحد أمرين لا ثالث لهما ، اما ان يكونوا تابوا فحقنت دماؤهم بذلك ، و إما أنهم لم يتوبوا فهو مما تعلق به من لا يرى قتل المرتد على ما ذكرنا و أما حديث ابي سعيد فانما فيه أنهم ليسوا مأمونين من العذاب و هذا ما لا شك فيه ليس فيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عرف كفرهم و أما حديث حذيفة فساقط لانه من طريق الوليد بن جميع و هو هالك و لا نراه يعلم من وضع الحديث فانه قد روى إخبارا فيها ان أبا بكر . و عمر . و عثمان . و طلحة . و سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه و سلم و إلقاءه من العقبة في تبوك و هذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن الله تعالى واضعه فسقط التعلق به و الحمد لله رب العالمين و أما حديث جابر فراويه أبو سفيان طلحة بن نافع و هو ضعيف ، ثم لو صح لما كانت فيه الحجة لانه ليس فيه الا هبوب الريح لموت عظيم من عظماء المنافقين فانما في هذا انكشاف أمره بعد موته فلم يوقن قط بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم علم نفاقه في حياته فلا يجوز أن يقطع بالظن على رسول الله صلى الله عليه و سلم