شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
طائفة : أكثر التعزير خمسة و سبعون سوطا فأقل - و هو قول ابن أبي ليلي ، واحد أقوال أبي يوسف ، و قالت طائفة : أكثر التعزير ثلاثون سوطا ، و قالت طائفة : أكثر التعزير عشرون سوطا ، و قالت طائفة : لا يتجاوز بالتعزير تسعة - و هو قول بعض أصحاب الشافعي ، و قالت طائفة : أكثر التعزير عشرة أسواط فأقل لا يجوز أن يتجاوز به أكثر من ذلك - و هو قول الليث بن سعد ، و قول أصحابنا قال أبو محمد رحمه الله : فمما روى في القول الاول ما ناه أحمد بن عمر بن أنس نا الحسن بن يعقوب نا سعد بن فحلون نا يوسف بن يحيى نا عبد الملك بن حبيب قال : قال لي مطرف بن عبد الله ثقة : أتى هشام بن عبد الله المخزومي - و هو قاضي المدينة و من صالح قضاتها - برجل خبيث معروف باتباع الصبيان قد لصق بغلام في ازدحام الناس حتى أفضي فبعث به هشام إلى مالك و قال : أ ترى أن أقتله قال و كان هشام شديدا في الحدود فقال مالك : أما القتل فلا و لكن أرى أن تعاقبه عقوبة موجعة فقال : كم ؟ قال : ذلك إليك فأمر به هشام فجلد أربع مائة سوط و أبقاه في السجن فما لبث أن مات فذكروا ذلك لمالك فما استنكر و لا رأى أنه أخطأ قال أبو محمد رحمه الله : و ذكر محمد بن سحنون بن سعيد في كتابه الذي جمع فيه أحكام أبيه أيام ولايته قضأ مدينة القيروان لا بن الاغلب قال : شكى إلى أبي رجل يأتي زوجته أنه غيب عنه ابنته و حال بينه و بينها فبعث في أبي الجارية قال أين ابنتك إمرأة هذا ؟ فقال و الله ما أتتني و لا أدري اين هي و لا لها عندي علم قال : فأمر به فحمله إلى وسط السوق و ضرب مائة سوط ثم سجنه ثم أخرجه مرة ثانية و جلده في وسط السوق مائة سوط ، ثم أنا أشك اذكر الثالثة أو الرابعة أم لا قال فمات الرجل من الضرب في السجن ثم وجد ابنته في بعض الشعاب عند قوم من أهل الفساد ، و أما القول الثاني فكما نا حمام نا ابن مفرج نا ابن الاعرابي نا الدبري نا عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني هشام بن عروة عن أبيه أن يحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب حدثه قال توفى عبد الرحمن بن حاطب و أعتق من صلى من رقيقه و صام و كانت له نوبية قد صلت و صامت و هي أعجمية لم تفقه فلم يرعه الا حملها و كانت ثيبا فذهب إلى عمر فزعا فحدثه فقال أنت الرجل لا تأتي بخير فأرسل إليها عمر فسألها فقال : أحبلت ؟ قالت نعم من مرعوش بدرهمين فصادف ذلك عنده عثمان . و عليا . و عبد الرحمن بن عوف فقال : اشيروا علي و كان عثمان جالسا فاضطجع فقال علي . و عبد الرحمن : قد وقع عليها الحد فقال : أشر علي يا عثمان قال : قد أشار عليك أخواك قال : أشر علي أنت قال عثمان : أراها تستهل به كأنها لا تعرفه فليس الحد إلا على من علمه فأمر بها عمر فجلدت مائة