شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
عليه السلام بقتل امرئ قد أظهر الله تعالى براءته بعد ذلك بيقين لا شك فيه ؟ و كيف يأمر عليه السلام بقتله و لا يأمر بقتلها و الامر بينه و بينها مشترك ؟ قال أبو محمد رحمه الله : و هذه سؤالات لا يسألها الا كافرا أو إنسان جاهل يريد معرفة المخرج من كل هذه الاعتراضات المذكورة قال أبو محمد رحمه الله : الوجه في هذه السؤالات بين واضح لا خفاء به و الحمد لله رب العالمين و معاذ الله أن يأمر رسول الله صلى الله عليه و آله بقتل أحد بظن بغير اقرار أو بينة أو علم مشاهدة أو وحي أو أن يأمر بقتله دونها لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد علم يقينا أنه بري و أن القول كذب فأراد عليه السلام أن يوقف على ذلك مشاهدة فأمر بقتله لو فعل ذلك الذي قيل عنه فكان هذا حكما صحيحا فيمن آذى رسول الله صلى الله عليه و آله و قد علم عليه السلام ان القتل لا ينفذ عليه لما يظهر الله تعالى من براءته و كان عليه السلام في ذلك كما أخبر به عن أخيه سليمان عليه السلام ، و قد روينا من طريق البخاري نا أبو اليمان - هو الحكم بن نافع - أنا شعيب - هو ابن أبي حمزة - نا أبو الزناد قال ان عبد الرحمن الاعرج حدثه " أنه سمع أبا هريرة يقول انه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : مثلي و مثل الناس - فذكر كلاما - و فيه أنه عليه السلام قال : و كانت إمرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بإبن احداهما فقالت صاحبتها انما ذهب بابنك و قالت الاخرى انما ذهب بابنك فتحاكما إلى داود عليه السلام فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان عليه السلام فأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما فقالت الصغرى : لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى - قال أبو هريرة : و الله ان سمعت بالسكين الا يومئذ و ما كنا نقول الا المدية " قال أبو محمد رحمه الله : فبيقين ندري أن سليمان عليه السلام لم يرد قط شق الصبي بينهما و انما أراد امتحانهما بذلك و بالوحي فعل هذا بلا شك و كان حكم داود عليه السلام للكبرى على ظاهر الامر لانه كان في يدها و كذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أراد قط إنفاذ قتل ذلك المجبوب لكن أراد امتحان علي في إنفاذ أمره و أراد اظهار براءة المتهم و كذب التهمة عيانا و هكذا لم يرد الله تعالى إنفاذ ذبح اسماعيل ابن إبراهيم صلى الله عليهما و سلم إذ أمر أباه بذبحه لكن أراد الله تعالى اظهار تنفيذه لامره فهذا وجه الاخبار و الحمد لله رب العالمين ، فصح بهذا أن كل من آذى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فهو كافر مرتد يقتل و لا بد و بالله تعالى التوفيق قال أبو محمد رحمه الله : نا أحمد بن اسماعيل بن دليم الحضرمي نا محمد بن أحمد