شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
الذي تذمم عليه فنظرنا في المعنى الذي وجب به القتل على الذمي إذا سب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه و سلم أو استخف بشيء من دين الاسلام فوجدناه انما هو نقضه الذمة لانه انما تذمم و حقن دمه بالجزية على الصغار قال الله تعالى : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله ) الآية إلى قوله ( و هم صاغرون ) و قال تعالى : ( و ان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر ) فكان هاتان الآيتان نصا جليا لا يحتمل تأويلا في بيان ما قلنا من أن أهل الكتاب يقاتلون و يقتلون حتى يعطوا الجزية و على أنهم إذا عوهدوا و تم عهدهم و طعنوا في ديننا فقد نقضوا عهدهم و نكثوا أيمانهم و عاد حكم قتالهم كما كان ، و بضرورة الحس و المشاهدة ندري أنهم ان أعلنوا سب الله تعالى أو سب رسول الله صلى الله عليه و سلم أو شيء من دين الاسلام أو مسلم من عرض الناس فقد فارقوا الصغار بل قد أصغرونا و أذ لونا و طعنوا في ديننا فنكثوا بذلك عهدهم و نقضوا ذمتهم و إذا نقضوا ذمتهم فقد حلت دماؤهم . و سبيهم . و أموالهم بلا شك قال أبو محمد رحمه الله : وسم اليهودية للنبي صلى الله عليه و سلم كان يوم خيبر بلا شك و هو قبل نزول براءة بثلاثة أعوام ، و كذلك نقول في قول أولئك اليهود السام عليك للنبي صلى الله عليه و سلم . و في سحر لبيد بن الاعصم إياه و ان هذا كله كان قبل أن يؤمر بأن لا يثبت عهد الذمي الا على الصغار و أن كل ذلك اذ كانت المهادنة جائزة لهم لان المعنى في حديث السام و السحر هو معنى حديث سم الشاة سواء سواء ، و حديث سم الشاة منسوخ بلا شك بما في سورة براءة من أن لا يقروا الا على الصغار فحديث السام و السحر بلا شك منسوخان بل اليقين قد صح بذلك لان معناهما منسوخ و لا يحل العمل بالمنسوخ و لا يجوز البتة أن يكونا بعد نزول براءة لانه من المحال أن ينسخ الله تعالى شيئا بيقين ثم ينسخ الناسخ و يعيد حكم المنسوخ و لا يصحبه من البيان ما يرفع الشك و يرفع الظن و يبطل الاشكال هذا أمر قد أمناه و لله الحمد ( فان قال قائل ) : كيف تقولون هذا و أنتم تقولون أن من سم اليوم طعاما لاحد من المسلمين فلا قتل عليه . و أن من سحر مسلما فلا قتل عليه . و ان اليهود يقولون لنا اليوم السام عليكم و لا قتل عليهم فما نراكم تحكمون الا بما ذكرتم أنه منسوخ ( فجوابنا ) و بالله تعالى التوفيق أننا لم نقل إن هذه الاحاديث نسخ منها إلا ما يوجبه حكم خطابهم للنبي صلى الله عليه و سلم خاصة و حكم سم طعامه خاصة و حكم قصده بالسحر خاصة ، فهذا هو الذي نسخ وحده فقط و لا مزيد لان الغرض تعظيم النبي صلى الله عليه و سلم و توقيره و أن لا يجعل دعاؤه عليه السلام