شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
لا حجة له فهو ساقط لا يجوز القول به ، ثم نظرنا في القول الثاني فوجدناهم يذكرون ما رواه يونس بن يزيد عن ربيعة أنه قال : ان رسول الله صلى الله عليه و آله ألف بين الناس في معاقلهم فكانت بنو ساعدة فرادى على معقلة يتعاقلون ثلث الدية فصاعدا و يكون ما دون ذلك على من اكتسب و جنى ، قال ابن وهب : و حدثني عبد الجبار بن عمر عن ربيعة انه قال : عاقل رسول الله صلى الله عليه و آله بين قريش و الانصار فجعل العقل بينهم إلى ثلث الدية و ما ناه حمام نا عباس بن اصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا الحرث ابن أبي أسامة نا محمد بن عمر الواقدي نا موسى بن شيبة عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال : كنا في جاهليتنا و انما نحمل من العقل ما بلع ثلث الدية و نؤخذ به حالا فان لم يوجد عندنا كان بمنزلة الذي يتجازى فلما جاء الله تعالى بالاسلام كنا فيمن سن رسول الله صلى الله عليه و سلم من المعاقل بين قريش و الانصار ثلث الدية ، و روي عن عمر و لا يعرف له في ذلك مخالف من الصحابة رضي الله عنهم قال أبو محمد رحمه الله : فنظرنا في هذا الاحتجاج فوجدناه لا تقوم به حجة لان الخبرين عن ربيعة مرسلان ، أما المسند فهالك البتة لانه عن الحرث بن أبي أسامة و هو منكر الحديث ترك بآخرة ، و هو أيضا عن الواقدي و هو مذكور بالكذب ، ثم عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك و هو مجهول ، و رب مرسل أصح من هذا قد تركوه كالمرسل في أن في العين العوراء ثلث ديتها . و غير ذلك فسقط هذا القول و أما كونه عن عمر رضى الله عنه فهو مرسل عن ابن سمعان و ابن سمعان مذكور بالكذب ، ثم لو صح لما كان في قول أحد دون رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة ، و قد جاء عن عمر بما هو أصح من حكمه في عين الدابة ربع ثمنها و كتابه بذلك إلى القضاة في البلاد و من خطبته على الصحابة رضى الله عنهم ان في الضلع جملا و في الترقوة جملا ، و من الباطل أن يكون قول عمر قد صح عنه ليس حجة و يكون قول مكذوب لم يصح عنه حجة فسقط كل ما احتجوا به ، ثم نظرنا في قول من قال : لا تحمل العاقلة ما دون نصف العشر من الدية فلم نجد لهم حجة إلا أن قالوا : ان الاموال لا تحملها العاقلة لانه ليس فيها أرش مؤقت لا يتعدى و وجدنا ثلث الدية تحملها العاقلة لان فيها أرشا معلوما لا يتعدى ، فوجب أن يكون كذلك كل ما له أرش محدود فتحمله العاقلة و ما لا أرش له محدود فلا تحمله العاقلة قال أبو محمد رحمه الله : و هذا ليس بشيء و قول كاذب و باطل موضوع ، و لا ندري اين وجدوا هذا إلا بظنون ، قال الله تعالى : ( ان يتبعون إلا الظن و ان