شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
هذه قتيل فأهله بين خيرتين إما أن يقاد أو أن يعقل " و ليس القتل الواقع بين الناس الا خطأ أو عمدا فقط و في كليهما الدية بحكم الله تعالى و حكم رسوله عليه الصلاة و السلام ، و أيضا فان الخطأ يكون على عاقلة قاتل الخطأ من الغارمين و في العمد يكون القاتل إذا قبلت منه الدية غارما من الغارمين فحظم في سهم الغارمين واجب أو في كل مال موقوف لجميع مصالح أمور المسلمين فهذا حكم كل مقتول بلا شك حتى يثبت أنه قتل لا عمدا و لا حطأ لكن بفعل بهيمة أو من له حكم البهيمة من المجانين أو الصبيان أو انه قتل نفسه عمدا و بالله تعالى التوفيق قال أبو محمد رحمه الله : و بقي في القسامة خبر نورده ان شاء الله تعالى لئلا يغتر به مغتر بجهل ضعفه أو يظن ظان انه أغفل و لم يذكر فيكون نقصا من حكم السنة في القسامة ، و هو كما ناه عبد الله بن ربيع نا ابن مفرج نا قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا سحنون نا ابن وهب قال : سمعت ابن سمعان يقول : أخبرني ابن شهاب عن عبد الله ابن موهب عن قبيصة بن ذؤيب الكعبي أنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية فلقوا المشركين بأضم أو قريبا منه فهزم المشركون و غشى محلم بن جثامة الليثي عامر بن الاضبط الاشجعي فلما لحقه قال عامر : أشهد أن لا إله إلا الله فلم ينته عنه لكلمته حتى قتله فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و آله فأرسل إلى محلم فقال : أ قتلته بعد ان قال لا إله الا الله فقال : يا رسول الله ان كان قالها فانما تعوذ بها و هو كافر فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : فهلا ثقبت عن قلبه - يريد بذلك و الله أعلم انما يعرب اللسان عن القلب - و أقبل عيينة بن بدر في قومه حمية و غضبا لقيس فقال : يا رسول الله قتل صاحبنا و هو مؤمن فأقدنا فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : تحلفون بالله خمسين يمينا على خمسين رجل منكم ان كان صاحبكم قتل و هو مؤمن قد سمع أيمانه ففعلوا فلما حلفوا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اعفوا عنه و أقبلوا الدية فقال عيينة بن حصن انا نستحي أن تسمع العرب انا أكلنا ثمن صاحبنا و واثبه الاقرع بن حابس التميمي في قومه غضبا و حمية لخندف فقال لعيينة ابن حصن : بما ذا استطلتم دم هذا الرجل فقال : أقسم منا خمسون رجلا ان صاحبنا قتل و هو مؤمن فقال الاقرع : فسألكم رسول الله صلى الله عليه و آله أن تعفوا عن قتله و تقبلوا الدية فابيتم فاقسم بالله ليقبلن من رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي دعاكم اليه أو لآتين بمائة من بني تميم فيقسمون بالله لقد قتل صاحبكم و هو كافر فقالوا عند ذلك : على رسلك بل نقبل ما دعانا اليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالوا : يا رسول الله نقبل الذي دعوتنا اليه من الدية فدية أبيك عبد الله بن عبد المطلب فوداه رسول الله