مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مجمع البیان فی تفسیر القرآن - جلد 4

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



غاية يضرب به المثل فيها و إنما سمى اللهتعالى الكافر ميتا لأنه لا ينتفع بحياته ولا ينتفع غيره بحياته فهو أسوء حالا منالميت إذ لا يوجد من الميت ما يعاقب عليه ولا يتضرر غيره به و سمي المؤمن حيا لأن له ولغيره المصلحة و المنفعة في حياته و كذلكسمي الكافر ميتا و المؤمن حيا في عدة مواضعمثل قوله «إِنَّكَ لا تُسْمِعُالْمَوْتى‏» و «لِيُنْذِرَ مَنْ كانَحَيًّا» و قوله «وَ ما يَسْتَوِيالْأَحْياءُ وَ لَا الْأَمْواتُ» و سميالقرآن و الإيمان و العلم نورا لأن الناسيبصرون بذلك و يهتدون به من ظلمات الكفر وحيرة الضلالة كما يهتدي بسائر الأنوار وسمي الكفر ظلمة لأن الكافر لا يهتدي بهداهو لا يبصر أمر رشده و هذا كما سمي الكافرأعمى في قوله «أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّماأُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّكَمَنْ هُوَ أَعْمى‏» و قوله «وَ مايَسْتَوِي الْأَعْمى‏ وَ الْبَصِيرُ»«كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ماكانُوا يَعْمَلُونَ» وجه التشبيه بالكافرأن معناه زين لهؤلاء الكفر فعملوه مثل مازين لأولئك الإيمان فعملوه فشبه حال هؤلاءفي التزيين بحال أولئك فيه كما قال سبحانهكُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَو روي عن الحسن أنه قال زينه و الله لهمالشيطان و أنفسهم و استدل بقوله «وَ إِنَّالشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى‏أَوْلِيائِهِمْ» و قوله «زُيِّنَ» لايقتضي مزينا غيرهم لأنه بمنزلة قوله تعالى«أَنَّى يُصْرَفُونَ» و «أَنَّىيُؤْفَكُونَ» و قول العرب أعجب فلان بنفسهو أولع بكذا و مثله كثير «وَ كَذلِكَجَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ»أي مثل ذلك الذي قصصنا عليك زين للكافرينعملهم و مثل ذلك جعلنا في كل قرية أكابر«مُجْرِمِيها» و جعلنا ذا المكر منالمجرمين كما جعلنا ذا النور من المؤمنينفكل ما فعلنا بهؤلاء فعلنا بأولئك إلا أنأولئك اهتدوا بحسن اختيارهم و هؤلاء ضلوابسوء اختيارهم لأن في كل واحد منهما الجعلبمعنى الصيرورة إلا أن الأول باللطف والثاني بالتمكين من المكر و إنما خص أكابرالمجرمين بذلك دون الأصاغر لأنه أليقبالاقتدار على الجميع لأن الأكابر إذاكانوا في قبضة القادر فالأصاغر بذلك أجدرو اللام في قوله «لِيَمْكُرُوا فِيها» لامالعاقبة و يسمى لام الصيرورة كما في قولهسبحانه «لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً» و كما قال الشاعر:





  • فأقسم لو قتلوا مالكا
    و أم سماك فلا تجزعي
    فللموت ما تلدالوالدة



  • لكنت لهم حيةراصدة
    فللموت ما تلدالوالدة
    فللموت ما تلدالوالدة



«وَ ما يَمْكُرُونَ إِلَّابِأَنْفُسِهِمْ وَ ما يَشْعُرُونَ» لأنعقاب ذلك يحل بهم و لا يصح أن يمكر الإنسانبنفسه على الحقيقة لأنه لا يصح أن يخفي عننفسه معنى ما يحتال به عليها و يصح أن يخفيذلك عن غيره و فائدة الآية أن أكابرمجرميها لم يمكروا بالمؤمنين على وجه‏


/ 438