ثم حكى الله سبحانه عنهم مقالة أخرى فقال«وَ قالُوا» يعني هؤلاء الكفار الذين تقدمذكرهم «ما فِي بُطُونِ هذِهِالْأَنْعامِ» يعني ألبان البحائر و السيبعن ابن عباس و الشعبي و قتادة و قيل أجنةالبحائر و السيب ما ولد منها حيا فهو خالصللذكور دون النساء و ما ولد ميتا أكلهالرجال و النساء عن مجاهد و السدي و قيلالمراد به كليهما «خالِصَةٌ لِذُكُورِنا»لا يشركهم فيها أحد من الإناث من قولهمفلان يخلص العمل لله و منه إخلاص التوحيد وسمي الذكور من الذكر الذي هو الشرف و الذكرأشبه و أذكر من الأنثى «وَ مُحَرَّمٌعَلى أَزْواجِنا» أي نسائنا «وَ إِنْيَكُنْ مَيْتَةً» معناه و أن يكن جنينالأنعام ميتة «فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ» أيالذكور و الإناث فيه سواء ثم قال سبحانه«سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ» أي سيجزيهمالعقاب بوصفهم فلما أسقط الباء نصب وصفهمو قيل تقديره سيجزيهم جزاء وصفهم فحذفالمضاف و أقام المضاف إليه مقامه عنالزجاج «إِنَّهُ حَكِيمٌ» فيما يفعل بهممن العقاب آجلا و في إمهالهم عاجلا«عَلِيمٌ» بما يفعلونه لا يخفى عليه شيءمنها و قد عاب الله سبحانه الكفار في هذهالآية من وجوه أربعة (أحدها) ذبحهم الأنعامبغير إذن الله (و ثانيها) أكلهم على ادعاءالتذكية افتراء على الله (و ثالثها)تحليلهم للذكور و تحريمهم على الإناثتفرقة بين ما لا يفترق إلا بحكم من الله (ورابعها) تسويتهم بينهم في الميتة من غيررجوع إلى سمع موثوق به.