بالآخر حتى يظهر مقداره و قد استعمل فيغير ذلك تشبيها به فمنها وزن الشعربالعروض و منها قولهم فلان يزن كلامه وزناقال الأخطل:
و إذا وضعت أباك في ميزانهم
رجحوا و شالأبوك في الميزان
رجحوا و شالأبوك في الميزان
رجحوا و شالأبوك في الميزان
الإعراب
الفاء في قوله «فَلَنَسْئَلَنَّ» عاطفةجملة على جملة و إنما دخلت الفاء و هيموجبة للتعقيب مع تراخي ما بين الأول والثاني و ذلك يليق بثم لتقريب ما بينهماكما قال سبحانه اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وقال وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّاكَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ وقال أَ وَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّاخَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَخَصِيمٌ مُبِينٌ و إذا طرف المفاجاة وبينهما بعد" يومئذ" يجوز فيه الإعراب والبناء لأن إضافته إلى مبني إضافة غيرمحضة تقربه من الأسماء المركبة و إضافتهإلى الجملة تقربه من الإضافة الحقيقية ونون إذ لأنه قد قطع عن الإضافة إذ من شأنالتنوين أن يعاقب الإضافة.
المعنى
و لما أنذرهم سبحانه بالعذاب في الدنياعقبه بالإنذار بعذاب الآخرة فقال«فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَإِلَيْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّالْمُرْسَلِينَ» أقسم الله سبحانه أنهيسأل المكلفين الذين أرسل إليهم رسله وأقسم أيضا أنه يسأل المرسلين الذين بعثهمفيسأل هؤلاء عن الإبلاغ و يسأل أولئك عنالامتثال و هو تعالى و إن كان عالما بماكان منهم فإنما أخرج الكلام مخرج التهديدو الزجر ليتأهب العباد بحسن الاستعدادلذلك السؤال و قيل أنه يسأل الأمم عنالإجابة و يسأل الرسل ما ذا عملت أممهمفيما جاءوا به و قيل إن الأمم يسألون سؤالتوبيخ و الأنبياء يسألون سؤال شهادة علىالحق عن الحسن و أما فائدة السؤال فأشياءمنها أن يعلم الخلائق أنه سبحانه أرسلالرسل و أزاح العلة و أنه لا يظلم أحدا ومنها أن يعلموا أن الكفار استحقوا العذاببأفعالهم و منها أن يزداد سرور أهلالإيمان بالثناء الجميل عليهم و يزدادغم