استقام أن تقول زيد مضروب.
اللغة
قد بينا معنى الاستواء في سورة البقرة عندقوله ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ والعرش السرير و منه وَ لَها عَرْشٌعَظِيمٌ و العرش الملك يقال ثل عرشه والعرش السقف و منه قوله وَ هِيَ خاوِيَةٌعَلى عُرُوشِها و الحثيث السير السريعبالسوق و أصل البركة الثبات و منه براكاءالقتال.
الإعراب
قوله «حَثِيثاً» يجوز أن يكون حالا منالفاعل أو المفعول أو منهما جميعا و مثلهقوله فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُفإن تحمله كذلك و مثله قول الشاعر:
متى ما تلقني فردين ترجف
روانف أليتيك وتستطارا.
روانف أليتيك وتستطارا.
روانف أليتيك وتستطارا.
المعنى
لما ذكر سبحانه الكفار و عبادتهم غير اللهسبحانه احتج عليهم بمقدوراته و مصنوعاته ودلهم بذلك على أنه لا معبود سواه فقالمخاطبا لجميع الخلق «إِنَّ رَبَّكُمُاللَّهُ» أي إن سيدكم و مالككم و منشئكم ومحدثكم هو الله «الَّذِي خَلَقَالسَّماواتِ» أي أنشأ أعيانها و أبدعها لامن شيء و لا على مثال ثم أمسكها بلا عماديدعمها «وَ الْأَرْضَ» أي و أنشأ الأرضأوجدها كذلك «فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ» أي فيمقدار ستة أيام من أيام الدنيا و لا شبهةأنه سبحانه يقدر على خلق أمثال ذلك في لحظةو لكنه خلقهما في هذه المدة لمصلحة ورتبهما على أيام الأسبوع فابتدأ بالأحد والإثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس والجمعة فاجتمع له الخلق يوم الجمعة فلذلكسمي الجمعة عن مجاهد و قيل إن ترتيبالحوادث على إنشاء شيء بعد شيء علىترتيب أدل على كون فاعله عالما مدبرايصرفه على اختياره و يجريه على مشيئته وقيل إنه سبحانه علم خلقه التثبت و الرفق فيالأمور عن سعيد بن جبير «ثُمَّ اسْتَوىعَلَى الْعَرْشِ» أي استوى أمره على الملكعن الحسن يعني استقر ملكه و استقام بعد خلقالسماوات و الأرض فظهر ذلك للملائكة وإنما أخرج هذا على المتعارف من كلام العربكقولهم استوى الملك على عرشه إذا انتظمتأمور مملكته و إذا اختل أمر ملكه قالوا ثلعرشه و لعل ذلك الملك لا يكون له سرير و لايجلس على سرير أبدا قال الشاعر:
إذا ما بنو مروان ثلت عروشهم
و أودت كماأودت أياد و حمير
و أودت كماأودت أياد و حمير
و أودت كماأودت أياد و حمير