«فَما ذا تَأْمُرُونَ» موضع ما يحتمل أنيكون رفعا و يكون ذا بمعنى الذي فيكونبمعنى فما الذي تأمرون و يحتمل أن يكوننصبا و يكون ما و ذا اسما واحدا و يكونبمعنى فأي شيء تأمرون و يأتوك مجزوم لأنهجواب الأمر و عامل الإعراب فيه محذوف وتقديره فإنك إن ترسل يأتوك و الباء في قوله«بِكُلِّ ساحِرٍ» يحتمل أن يكون بمعنى معأي يأتون و معهم كل ساحر فيكون في موضعالحال و يحتمل أن يكون للتعدية تقول ذهبتبه و أذهبته و أتيت به و أتيته.
المعنى
ثم حكى سبحانه ما قاله أشراف قوم فرعونفقال «قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِفِرْعَوْنَ» لمن دونهم في الرتبة منالحاضرين «إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ»بالسحر «يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْأَرْضِكُمْ» معناه يريد أن يستميل بقلوببني إسرائيل إلى نفسه و يتقوى بهم فيغلبكمبهم و يخرجوكم من بلدتكم «فَما ذاتَأْمُرُونَ» قيل أن هذا قول الأشرافبعضهم لبعض على سبيل المشورة و يحتمل أنيكون قالوا ذلك لفرعون و إنما قالواتأمرون بلفظ الجمع على خطاب الملوك ويحتمل أيضا أن يكون قول فرعون لقومه فيكونتقديره قال فرعون لهم فما ذا تأمرون و هوقول الفراء و الجبائي «قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ» أي قالوا لفرعون أخره و أخاههارون و لا تعجل بالحكم فيهما بشيء فتكونعجلتك حجة عليك عن الزجاج و قيل أخره أيأحبسه و الأول أصح لأنه كان يعلم أنه لايقدر على حبسه مع ما رأى من تلك الآيات «وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ» التي حولك«حاشِرِينَ» أي جامعين للسحرة يحشرون منيعلمونه منهم عن مجاهد و السدي و قيل همأصحاب الشرط أرسلهم في حشر السحرة و كانوااثنين و سبعين رجلا عن ابن عباس«يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ» أييحشرون إليك السحرة ليجتمعوا و يعارضواموسى فيغلبوه.