السنام كأنه جعله كالناقة الدكاء فبقيأكثره و الدك المستوي و أنشد للأغلب:
" هل غير غار دك غارا فانهدم"
و قال علي بن عيسى دكا مستويا بالأرض يقالدكه يدكه دكا أي سحقه سحقا.
اللغة
التجلي الظهور و يكون تارة بالظهور و تارةبالدلالة قال الشاعر:
تجلى لنا بالمشرفية و القنا
و قد كان عنوقع الأسنة نائيا
و قد كان عنوقع الأسنة نائيا
و قد كان عنوقع الأسنة نائيا
المعنى
ثم ذكر سبحانه حديث الميقات فقال «وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا» معناه ولما انتهى موسى إلى المكان الذي وقتناه لهو أمرناه بالمصير إليه لنكلمه و ننزل عليهالتوراة و يمكن أن يكون المراد بالميقاتالزمان الذي وقته الله تعالى له أن يأتيذلك المكان فيه فإن لفظ الميقات كما يقععلى الزمان يقع على المكان كمواقيتالإحرام فإنها للأمكنة التي لا يجوزمجاوزتها لأهل الآفاق إلا و هم محرمون «وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ» من غير سفير أو وحيكما كان يكلم الأنبياء على ألسنة الملائكةو لم يذكر من أي موضع أسمعه كلامه و ذكر فيموضع آخر أنه أسمعه كلامه من الشجرة فجعلالشجرة محلا للكلام لأن الكلام عرض لايقوم إلا بجسم و قيل إنه في هذا الموضعأسمعه كلامه من الغمام «قالَ رَبِّأَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ» أي أرني نفسكأنظر إليك اختلف العلماء في وجه مسألته (ع)الرؤية مع علمه بأنه سبحانه لا يدركبالحواس على أقوال (أحدها) ما قاله الجمهورو هو الأقوى إنه لم يسأل الرؤية لنفسه وإنما سألها لقومه حين قالوا له لَنْنُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَجَهْرَةً و لذلك قال (ع) لما أخذتهم الرجفةتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُمِنَّا فأضاف ذلك إلى السفهاء و يسأل علىهذا فيقال لو جاز أن يسأل الرؤية لقومه مععلمه باستحالة الرؤية عليه تعالى لجاز أنيسأل لقومه سائر ما يستحيل عليه من كونهجسما و ما أشبه ذلك متى شكوا فيه و الجوابإنما صح السؤال في الرؤية لأن الشك في جوازالرؤية التي تقتضي كونه جسما يمكن معهمعرفة السمع و أنه سبحانه حكيم صادق فيإخباره فيصح أن يعرفوا بالجواب الوارد منجهته تعالى استحالة ما شكوا في صحته وجوازه و مع الشك في كونه جسما لا يصح معرفةالسمع من حيث إن