السبق تقدم الشيء على طالب اللحوق به والإعجاز إيجاد ما يعجز عنه و العجز معنىعند أبي علي الجبائي و أبي القاسم البلخي وليس بمعنى عند أبي هاشم و أصحابه بل هو عدمالقدرة و ذهب إليه المرتضى و الأعداداتخاذ الشيء لغيره مما يحتاج إليه فيأمره و الاستطاعة معنى ينطاع بها الجوارحللفعل مع انتفاع المنع و الرباط شد أيسر منالعقد يقال ربطه يربطه ربطا و رابطهمرابطة و رباطا و الإرهاب إزعاج النفسبالخوف و الجنوح الميل و منه جناح الطائرلأنه يميل به في أحد شقيه و لا جناح عليه أيلا ميل إلى مأثم.
الإعراب
«لا يُعْجِزُونَ» فتح النون هو القراءة ويجوز كسرها على معنى لا يعجزونني و يحذفالنون الأولى لاجتماع النونين كما قالالشاعر: تراه كالثغام يعل مسكا *** يسوء الغالياتإذا فليني يريد فلينني «وَ آخَرِينَ مِنْدُونِهِمْ» منصوب على تقدير و ترهبونآخرين و يجوز أن يكون على تقدير و أعدوالهم الآخرين فيكون مجرورا عطفا على الهاءو الميم.
المعنى
لما تقدم الأمر بقتال الكفار عقبه سبحانهبوعد النصر و الأمر بالإعداد لقتالهم فقال«وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواسَبَقُوا» معناه و لا تحسبن يا محمدأعداءك الكافرين قد سبقوا أمر الله وأعجزوه و أنهم قد فاتوك فإن الله سبحانهيظفرك بهم كما وعدك و يظهرك عليهم و السبقو الفوت بمعنى واحد و قيل معناه لا تحسبنمن أفلت من هذه الحرب إنه قد يسبق إلىالحياة عن الزجاج و الخطاب للرسول (ص) والمراد به غيره و قيل إنه إنما قاله تطييبالقلبه في الهاربين كما طيب قلبه فيالمقتولين و المأسورين و على القراءةبالياء فالمعنى لا يحسبن الكافرون أنفسهمسابقين أو لا يحسبن الكافرون أنهم سابقون«إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ» أي لا يعجزونالله و لا يفوتونه حتى لا يبعثهم الله يومالقيامة عن الحسن و قيل معناه لا يعجزونكعن الجبائي «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَااسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ» هذا أمر منهسبحانه بأن يعدوا السلاح قبل لقاء العدو ومعناه و أعدوا للمشركين ما قدرتم عليه ممايتقوى به على القتال من الرجال و آلاتالحرب و روى عقبة بن عامر عن النبي (ص) أن القوةالرمي و على هذا فيكون معناه أنه من القوة