مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
التعميم و هو مثل قوله وَ أُوتِيَتْ مِنْكُلِّ شَيْءٍ و المراد فتحنا عليهمأبواب أشياء كثيرة و آتيناهم خيرا كثيرا و روي عن النبي (ص) أنه قال إذا رأيت اللهتعالى يعطي على المعاصي فإن ذلك استدراجمنه ثم تلا هذه الآية، و نحوه ما روي عن أمير المؤمنين علي (ع) أنه قال ياابن آدم إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمةفاحذره «فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَظَلَمُوا» معناه فاستؤصل الذين ظلموابالعذاب فلم يبق لهم عقب و لا نسل «وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ»على إهلاك أعدائه و إعلاء كلمة رسله، حمدالله تعالى نفسه بأن استأصل شافتهم و قطعدابرهم لأنه سبحانه أرسل إليهم و أنظرهمبعد كفرهم و أخذهم بالبأساء و الضراء واختبرهم بالمحنة و البلاء ثم بالنعمة والرخاء و بالغ في الإنذار و الإمهال والإنظار فهو المحمود على كل حال و في هذاتعليم للمؤمنين ليحمدوا الله تعالى علىكفايته إياهم شر الظالمين و دلالة على أنهلاكهم نعمة من الله تعالى يجب حمده عليهاو روى علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بنمحمد عن سليمان بن داود المقري عن فضيل بنعياض عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عنالورع فقال الورع هو الذي يتورع عن محارمالله و يجتنب هؤلاء و إذا لم يتق الشبهاتوقع في الحرام و هو لا يعرفه و إذا رأىالمنكر و لم ينكره و هو يقدر عليه فقد أحبأن يعصى الله و من أحب أن يعصى الله فقدبارز الله بالعداوة و من أحب بقاءالظالمين فقد أحب أن يعصى الله و أن اللهحمد نفسه على إهلاك الظالمين فقال«فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّالْعالَمِينَ».