تاریخ ابن خلدون جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و الابتذال و عدم الحسب و معناه أنّ كلّشرف و حسب فعدمه سابق عليه شأن كلّ محدثثمّ إنّ نهايته في أربعة آباء و ذلك أنّباني المجد عالم بما عاناه في بنائه ومحافظ على الخلال الّتي هي أسباب كونه وبقائه و ابنه من بعده مباشر لأبيه فقد سمعمنه ذلك و أخذه عنه إلّا أنّه مقصّر في ذلكتقصير السّامع بالشّيء عن المعاني لهثمّ إذا جاء الثّالث كان حظّه الاقتفاء والتّقليد خاصّة فقصّر عن الثّاني تقصيرالمقلّد عن المجتهد ثمّ إذا جاء الرّابعقصّر عن طريقتهم جملة و أضاع الخلالالحافظة لبناء مجدهم و احتقرها و توهّمأنّ ذلك البنيان لم يكن بمعاناة و لا تكلّفو إنّما هو أمر وجب لهم منذ أوّل النّشأةبمجرّد انتسابهم و ليس بعصابة و لا بخلاللما يرى من التّجلّة بين النّاس و لا يعلمكيف كان حدوثها و لا سببها و يتوهّم أنّهالنّسب فقط فيربأ بنفسه عن أهل عصبيّته ويرى الفضل له عليهم وثوقا بما ربّي فيه مناستتباعهم و جهلا بما أوجب ذلك الاستتباعمن الخلال الّتي منها التّواضع لهم والأخذ بمجامع قلوبهم فيحتقرهم بذلكفينغّصون عليه و يحتقرونه و يديلون منهسواه من أهل ذلك المنبت و من فروعه في غيرذلك العقب للإذعان لعصبيّتهم كما قلناهبعد الوثوق بما يرضونه من خلاله فتنموفروع هذا و تذوي فروع الأوّل و ينهدم بناءبيته هذا في الملوك و هكذا في بيوت القبائلو الأمراء و أهل العصبيّة أجمع ثمّ في بيوتأهل الأمصار إذا انحطّت بيوت نشأت بيوتأخرى من ذلك النّسب «إِنْ يَشَأْيُذْهِبْكُمْ وَ يَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍوَ ما ذلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ 14: 19- 20»(1) و اشتراط الأربعة في الأحساب إنّما هوفي الغالب و إلّا فقد يدّثر البيت من دونالأربعة و يتلاشى و ينهدم و قد يتّصل أمرهاإلى الخامس و السّادس إلّا أنّه في انحطاطو ذهاب و اعتبار الأربعة من قبل الأجيالالأربعة بان و مباشر له و مقلّد و هادم و هوأقلّ ما يمكن و قد اعتبرت الأربعة في نهايةالحسب في باب المدح و الثّناء قال صلّىالله عليه وسلّم «إنّما الكريم ابن الكريمابن الكريم ابن الكريم يوسف بن