تاریخ ابن خلدون جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وجه النّكير عليه و تداعوا للقيام و خلعطاعة المأمون و الاستبدال منه و بويعإبراهيم بن المهديّ فوقع الهرج (1) ببغداد وانطلقت أيدي الزّعرة (2) بها من الشّطّار (3)و الحربيّة (4) على أهل العافية و الصّون وقطعوا السّبيل و امتلأت أيديهم من نهابالنّاس و باعوها علانية في الأسواق واستعدى (5) أهلها الحكّام فلم يعدوهمفتوافر أهل الدّين و الصّلاح على منعالفسّاق و كفّ عاديتهم و قام ببغداد رجليعرف بخالد الدّريوش و دعا النّاس إلىالأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر فأجابهخلق و قاتل أهل الزّعارة فغلبهم و أطلق يدهفيهم بالضّرب و التّنكيل ثمّ قام من بعدهرجل آخر من سواد أهل بغداد يعرف بسهل بنسلامة الأنصاريّ و يكنى أبا حاتم و علّقمصحفا في عنقه و دعا النّاس إلى الأمربالمعروف و النّهي عن المنكر و العملبكتاب الله و سنّة نبيّه صلّى الله عليهوسلّم فاتّبعه النّاس كافّة من بين شريف ووضيع من بني هاشم فمن دونهم و نزل قصر طاهرو اتّخذ الدّيوان و طاف ببغداد و منع كلّمن أخاف المارّة و منع الخفارة (6) لأولئكالشّطّار و قال له خالد الدّريوش أنا لاأعيب على السّلطان فقال له سهل لكني أقاتلكلّ من خالف الكتاب و السّنّة كائنا من كانو ذلك سنة إحدى و مائتين و جهّز له إبراهيمبن المهديّ العساكر فغلبه و أسره و انحلّأمره سريعا و ذهب و نجا بنفسه ثمّ اقتدىبهذا العمل بعد كثير من الموسوسين يأخذونأنفسهم بإقامة الحقّ و لا يعرفون مايحتاجون إليه في إقامته من العصبيّة و لايشعرون بمغبّة أمرهم و مآل أحوالهم والّذي يحتاج إليه في أمر هؤلاء إمّاالمداواة إن كانوا من أهل الجنون و إمّاالتّنكيل بالقتل أو الضّرب إن أحدثوا هرجاو إمّا إذاعة السّخريّة منهم و عدّهم منجملة