تاریخ ابن خلدون جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
العامّة عاديّة نسبة إلى قوم عادلتوهّمهم أنّ مباني عاد و مصانعهم إنّماعظمت لعظم أجسامهم و تضاعف قدرهم. و ليسكذلك، فقد نجد آثارا كثيرة من آثار الّذينتعرف مقادير أجسامهم من الأمم و هي في مثلذلك العظم أو أعظم كإيوان كسرى و مبانيالعبيديّين من الشّيعة بإفريقيّة والصّنهاجيّين و أثرهم باد إلى اليوم فيصومعة قلعة بني حمّاد و كذلك بناءالأغالبة في جامع القيروان و بناءالموحّدين في رباط الفتح و رباط السّلطانأبي سعيد لعهد أربعين سنة في المنصورةبإزاء تلمسان و كذلك الحنايا الّتي جلبإليها أهل قرطاجنّة الماء في القناةالرّاكبة عليها ماثلة لهذا العهد و غيرذلك من المباني و الهياكل الّتي نقلتإلينا أخبار أهلها قريبا و بعيدا و تيقّناأنّهم لم يكونوا بإفراط في مقادير أجسامهمو إنّما هذا رأي ولع به القصّاص عن قوم عادو ثمود و العمالقة. و نجد بيوت ثمود فيالحجر منحوتة إلى هذا العهد و قد ثبت فيالحديث الصّحيح أنّها بيوتهم يمرّ بهاالرّكب الحجازيّ أكثر السّنين ويشاهدونها لا تزيد في جوّها و مساحتها وسمكها على المتعاهد و إنّهم ليبالغون فيمايعتقدون من ذلك حتّى إنّهم ليزعمون أنّعوج بن عناق من جيل العمالقة كان يتناولالسّمك من البحر طريئا فيشويه في الشّمسيزعمون بذلك أنّ الشّمس حارّة فيما قربمنها و لا يعلمون أنّ الحرّ فيما لدينا هوالضّوء لانعكاس الشّعاع بمقابلة سطحالأرض و الهواء و أمّا الشّمس في نفسهافغير حارّة و لا باردة و إنّما هي كوكبمضيء لا مزاج له و قد تقدّم شيء من هذافي الفصل الثّاني حيث ذكرنا أنّ آثارالدّولة على نسبة قوّتها في أصلها. و اللهيخلق ما يشاء و يحكم ما يريد