تاریخ ابن خلدون جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
إلّا في إلحاق الفروع من مسائلها بالأصوللأنّ الجزئيّات الحادثة المتعاقبة لاتندرج تحت النّقل الكلّيّ بمجرّد وضعهفتحتاج إلى الإلحاق بوجه قياسيّ. إلّا أنّهذا القياس يتفرّع عن الخبر بثبوت الحكمفي الأصل و هو نقليّ فرجع هذا القياس إلىالنّقل لتفرّعه عنه. و أصل هذه العلومالنّقلية كلّها هي الشّرعيّات من الكتاب والسّنّة الّتي هي مشروعة لنا من الله ورسوله و ما يتعلّق بذلك من العلوم الّتيتهيّئوها للإفادة. ثمّ يستتبع ذلك علوماللّسان العربيّ الّذي هو لسان الملّة وبه نزّل القرآن. و أصناف هذه العلومالنّقليّة كثيرة لأنّ المكلّف يجب عليه أنيعرف أحكام الله تعالى المفروضة عليه وعلى أبناء جنسه و هي مأخوذة من الكتاب والسّنّة بالنّصّ أو بالإجماع أو بالإلحاقفلا بدّ من النّظر بالكتاب ببيان ألفاظهأوّلا و هذا هو علم التّفسير ثمّ بإسنادنقله و روايته إلى النّبيّ صلّى الله عليهوسلّم الّذي جاء به من عند الله و اختلافروايات القرّاء في قراءته و هذا هو علمالقراءات ثمّ بإسناد السّنّة إلى صاحبها والكلام في الرّواة النّاقلين لها و معرفةأحوالهم و عدالتهم ليقع الوثوق بأخبارهمبعلم (1) ما يجب العمل بمقتضاه من ذلك، و هذههي علوم الحديث. ثمّ لا بدّ في استنباط هذهالأحكام من أصولها من وجه قانونيّ يفيدالعلم بكيفيّة هذا الاستنباط و هذا هوأصول الفقه. و بعد هذا تحصل الثّمرة بمعرفةأحكام الله تعالى في أفعال المكلّفين وهذا هو الفقه. ثمّ إنّ التّكاليف منهابدنيّ، و منها قلبي، و هو المختصّبالإيمان و ما يجب أن يعتقد ممّا لا يعتقد.و هذه هي العقائد الإيمانيّة في الذّات والصّفات و أمور الحشر و النّعيم و العذاب والقدر. و الحجاج عن هذه بالأدلّة العقليّةهو علم الكلام. ثمّ النّظر في القرآن والحديث لا بدّ أن تتقدّمه العلوماللّسانيّة لأنّه متوقّف عليها و هيأصناف. فمنها علم اللّغة و علم النّحو وعلم البيان و علم الآداب حسبما نتكلّمعليها. و هذه العلوم النّقليّة كلّهامختصّة بالملّة الإسلاميّة و أهلها و إنكانت كلّ ملّة على الجملة لا بدّ