تاریخ ابن خلدون جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 1

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تعويل عليه بمعنى أنّها لا تثبت إلّا بهفإنّ العقل معزول عن الشّرع و أنظاره و ماتحدّث فيه المتكلّمون من إقامة الحجج فليسبحثا عن الحقّ فيها فالتّعليل (1) بالدّليلبعد أن لم يكن معلوما هو شأن الفلسفة بلإنّما هو التماس حجّة عقليّة تعضد عقائدالإيمان و مذاهب السّلف فيها و تدفع شبهأهل البدع عنها الّذين زعموا أنّ مداركهمفيها عقليّة. و ذلك بعد أن تفرض صحيحةبالأدلّة النّقليّة كما تلقّاها السّلف واعتقدوها و كثير ما بين المقامين. و ذلكأنّ مدارك صاحب الشّريعة أوسع لاتّساعنطاقها عن مدارك الأنظار العقليّة فهيفوقها و محيطة بها لاستمدادها من الأنوارالإلهيّة فلا تدخل تحت قانون النّظرالضّعيف و المدارك المحاط بها. فإذا هداناالشّارع إلى مدرك فينبغي أن نقدّمه علىمداركنا و نثق به دونها و لا ننظر فيتصحيحه بمدارك العقل و لو عارضه بل نعتمدما أمرنا به اعتقادا و علما و نسكت عمّا لمنفهم من ذلك و نفوّضه إلى الشّارع و نعزلالعقل عنه.

و المتكلّمون إنّما دعاهم إلى ذلك كلامأهل الإلحاد في معارضات العقائدالسّلفيّة بالبدع النّظريّة فاحتاجوا إلىالرّدّ عليهم من جنس معارضاتهم و استدعىذلك الحجج النّظريّة و محاذاة العقائدالسّلفيّة بها و أمّا النّظر في مسائلالطّبيعيّات و الإلهيّات بالتّصحيح والبطلان فليس من موضوع علم الكلام و لا منجنس أنظار المتكلّمين. فاعلم ذلك لتميّزبه بين الفنّين فإنّهما مختلطان عندالمتأخّرين في الوضع و التّأليف و الحقّمغايرة كلّ منهما لصاحبه بالموضوع والمسائل و إنّما جاء الالتباس من اتّحادالمطالب عند الاستدلال و صار احتجاج أهلالكلام كأنّه إنشاء لطلب الاعتدادبالدّليل و ليس كذلك بل إنّما هو ردّ علىالملحدين و المطلوب مفروض الصّدق معلومه.و كذا جاء المتأخّرون من غلاة المتصوّفةالمتكلّمين بالمواجد أيضا فخلطوا مسائلالفنّين بفنّهم و جعلوا الكلام واحدا فيهاكلّها مثل كلامهم في النّبوءات و الاتّحادو الحلول و الوحدة و غير ذلك. و المدارك فيهذه‏

(1) و في نسخة أخرى: ليعلم.

/ 839