تاریخ ابن خلدون جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الأعظم الّذي عرفنا طبيعته و أثره معرفةظاهرة فننظر هل يزيد ذلك الكوكب عندالقران في قوّته و مزاجه فتعرف موافقته لهفي الطّبيعة أو ينقص عنها فتعرف مضادّته.ثمّ إذا عرفنا قواها مفردة عرفناها مركّبةو ذلك عند تناظرها بأشكال التّثليث والتّربيع و غيرهما و معرفة ذلك من قبلطبائع البروج بالقياس أيضا إلى النّيّرالأعظم. و إذا عرفنا قوى الكواكب كلّها فهيمؤثرة في الهواء و ذلك ظاهر.و المزاج الّذي يحصل منها للهواء يحصل لماتحته من المولّدات و تتخلّق به النّطف والبزر فتصير حالا للبدن المتكوّن عنها وللنّفس المتعلّقة به الفائضة عليهالمكتسبة لما لها منه و لما يتبع النّفس والبدن من الأحوال لأنّ كيفيّات البزرة والنّطفة كيفيّات لما يتولّد عنهما و ينشأمنهما. قال: و هو مع ذلك ظنّي و ليس مناليقين في شيء و ليس هو أيضا من القضاءالإلهيّ يعني القدر إنّما هو من جملةالأسباب الطّبيعيّة للكائن و القضاءالإلهيّ سابق على كلّ شيء. هذا محصّلكلام بطليمس و أصحابه و هو منصوص في كتابهالأربع و غيره. و منه يتبيّن ضعف مدرك هذهالصّناعة و ذلك أنّ العلم الكائن أوالظّنّ به إنّما يحصل عن العلم بجملةأسبابه من الفاعل و القابل و الصّورة والغاية على ما يتبيّن في موضعه. و القوىالنّجوميّة على ما قرّروه إنّما هي فاعلةفقط و الجزء العنصريّ هو القابل ثمّ إنّالقوى النّجوميّة ليست هي الفاعل بجملتهابل هناك قوى أخرى فاعلة معها في الجزءالمادّيّ مثل قوّة التّوليد للأب و النّوعالّتي في النّطفة و قوى الخاصّة الّتيتميّز بها صنف من النّوع و غير ذلك. فالقوىالنّجوميّة إذا حصل كمالها و حصل العلمفيها إنّما هي فاعل واحد من جملة الأسبابالفاعلة للكائن. ثمّ إنّه يشترط مع العلمبقوى النّجوم و تأثيراتها مزيد حدس وتخمين و حينئذ يحصل عنده الظّنّ بوقوعالكائن. و الحدس و التّخمين قوى للنّاظر فيفكره و ليس من علل الكائن و لا من أصولالصّناعة فإذا فقد هذا الحدس و التّخمينرجعت أدراجها عن الظّنّ إلى الشّكّ. هذاإذا حصل العلم بالقوى النجوميّة على سدادهو لم تعترضه آفة و هذا معوز